ثم ما لبث أياما قلائل في الرستاق وجاء إلى نزوى فدخلها يوم تسعة وعشرين من شعبان من هذه السنة ، فلم يرض أهل الرستاق أن يكون [يعرب](١) إماما ، وأظهروا (٢) العصبة لسيف بن سلطان ، فلم يزالوا يكاتبون بلعرب بن ناصر اليعربي ، وهو خال سيف بن سلطان هذا لولد ، وهو مقيم بنزوى مع [الإمام](٣) يعرب.
فلم يزالوا يحرضونه حتى خرج من نزوى ليلة ست مضت من شوال من هذه السنة. وقصد بلاد سيت ، فحالف بني هناة على القيام معه ، على أن يطلق لهم ما حجّر (٤) عليهم الإمام ناصر بن مرشد من البناء (٥) وحمل السلاح وغير ذلك ، وأعطاهم عطايا جزيلة ، فصاحبوه إلى الرستاق.
فاستقامت (٦) الحرب في الرستاق ، وأخرجوا الوالي منها. وذلك أنهم أحرقوا باب الحصن ، فاحترق مقدم الحصن جميعا (٧) واحترق ناس كثير من بني هناة ورؤسائهم ، ورؤساء بني عدي. وفيما بلغنا أنه احترق مائة رجل ، وخمسون رجلا واحترقت كتب كثيرة ، مثل : بيان الشرع والمصنف ، وكتاب الاستقامة ، ومجلبات الطلسمات قدر أربعين مجلبا. واحترقت كتب كثيرة ، ولم يكن لها نظير بعمان.
__________________
(١) ما بين الحاصرتين إضافة للإيضاح
(٢) في الأصل (فأظهروا)
(٣) ما بين حاصرتين إضافة للإيضاح
(٤) ما حجر عليهم الإمام أي ما منعه وحرمه. وأصل الحجر في اللغة : ما حجرت عليه أي منعته أن يوصل إليه ، وكل ما منعته منه فقد حجرت عليه (لسان العرب)
(٥) في الأصل (من البنا)
(٦) في الأصل (فاستقام الحرب)
(٧) في الأصل (فاحترق باب مقدم الحصن جميعا) ويبدو أن لفظ باب تكرر ذكره سهوا (انظر الفتح المبين لابن رزيق ص ٣٠٣)