بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
مقدمة
عمان بلد عربي أصيل ، له تاريخ عريق وتراث ضخم ، يعبر في مجموعه عن صفحة مشرّفة في تاريخ الأمة العربية ، قبل الإسلام وفي ظله. وإذا كان تاريخ هذا البلد العريق قد تعرض عبر القرون للإهمال والنكران ، الأمر الذى جاء مصحوبا بتشتت مصادره ، وضياع الكثير منها ، وعدم عناية جانب كبير من المؤرخين والباحثين بهذا التراث ، فإن هذا كله من شأنه أن يجعل مهمتنا اليوم في استكمال الحلقات المفقودة أو المهملة في تاريخ عمان مهمة صعبة غير يسيرة ، بسبب افتقارنا إلى كثير من المعلومات والحقائق والتفاصيل التي تشكل المادة الأولية اللازمة لإقامة بناء تاريخي متكامل الأجزاء متداخل الحلقات.
ومن حسن الحظ أن هذه الخواطر لم تغب عن حكومة سلطنة عمان في نهضتها الحالية ، فأظهرت في السنوات الأخيرة اهتماما ملحوظا بجمع شتات التراث العماني وإحيائه ونشره. وبذلك تكون قد بدأت البداية السليمة من حيث ينبغي فعلا أن تبدأ ، لاستيفاء الحلقات المفقودة في تاريخ عمان ، وإلقاء أضواء على الجوانب غير الواضحة فيه. ذلك أن جمع شتات التراث ، واستكماله ، ووضعه في صورة متكاملة بين أيدي الباحثين ، من شأنه أن يوفر لهم المادة العلمية اللازمة لكتابة هذا التاريخ كتابة علمية أمينة ، بعيدة عن التحريف.
وثمة حقيقة نميل إلى تأكيدها ، هي عدم صحة الدعوى القائلة بأن تاريخ عمان في ظل العروبة والإسلام لم يدوّن في القدم ، وأن العناية بتسجيله في العصور