وعليه الدرع والبيضة ، وبيده سيف الملك يقطر دما. ورمى (١) إليهم برأس الملك وجثته.
فلما نظروا إليه هالهم ما رأوا من أمر سليمة وجرأته ، وسرّ بذلك كثير من أهل البلد ، وخاف من لم يسره ذلك ، ولم يقدر يظهر حربا ولا كلاما ، واستقام الأمر لسليمة بأرض كرمان ، وسلّمت له جميع رعاياها طوعا وكرها ورغبة ورهبة.
ثم جعلوا في رجل المك حبلا ، وأمروا الصبيان يسحبونه ، ويطوفون به شوارع البلد وسككها.
ولما استقر الأمر لسليمة أهدوا إليه عروسه ، فابتنى (٢) بها ، وتمهد له الأمر ، واستولى على كورة كرمان وثغورها ونواحيها ، وأطاعوه ومكنوه في أنفسهم وأموالهم ، وأعانوه في جميع أموره.
فلم يزل كذلك حتى حسدوه وبغوا عليه ، وقالوا : «إلى متى يملكنا هذا العربي ، ونحن أهل القوة والمنعة؟» وجعلوا يتعرضون له في أطراف ملكه. فكتب سليمة إلى أخيه هناءة بن مالك ـ بعمان ـ يستنصره ، ويطلب منه المعونة والمدد [م ٢٥٢] ، من فرسان الأزد ورجالهم ، يشد بهم عضده ، ويقيم بهم أود ما اعوج عليه من أهل مملكته ، فأمده بثلاثة آلاف من فرسان الأزد وشجعانهم ، وحملهم في المراكب حتى أوصلهم إلى أرض كرمان ، فتحصلوا (٣) عند سليمة ، فاشتد بهم عضده ، وأقام بهم من تعاوج عليه من المعجم.
__________________
(١) في الأصل (ورماهم إليهم)
(٢) الابتناء والبناء الدخول بالزوجة ، والأصح بنى فلان على أهله بناء ، ولا يقال بأهله ، هذا قول أهل اللغة (ابن منظور : لسان العرب)!
(٣) في الأصل (فتخلصوا).