فلست بمتكبر (١) ، ولا جبار (٢) ، ولا مختال (٣) أدعوكم إلى الله ، وترك عبادة الأوثان ، وأبشركم بجنة عرضها السموات والأرض ، وأستنقذكم من نار لا يطفى لهيبها ، ولا ينعم من سكنها».
قال مازن «هذا والله نبأ ما سمعته من الصنم». فشكره ، [وكسر الصنم](٤) جذاذا ، وركب راحلته ، ومضى قاصدا نحو رسول الله ، صلى الله عليه وسلم.
فلما قدم [م ٢٥٥] عليه سأله عما بعث إليه ، فشرح له الإسلام ، فأسلم ونوّر الله قلبه ، ثم قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ادع الله لأهل عمان فقال : «اللهم اهدهم وثبتهم». فقال : «زدني يا رسول الله». فقال : «اللهم ارزقهم العفاف والكفاف ، والرضى بما قدرت لهم». قال مازن : «يا رسول الله! البحر ينضح بجانبنا ، فادع (٥) الله في ميرتنا وخفّنا (٦) وظلفنا (٧) ،. فقال : اللهم وسّع عليهم في ميرتهم ، وأكثر خيرهم من بحرهم». فقال «زدني». فقال «اللهم لا تسلط عليهم عدوا من غيرهم» وقال لمازن «قل آمين ، فإنه يستجاب عندها الدعاء» فقال مازن «آمين». ثم قال : يا رسول الله! إني مولع بالطرب وشرب الخمر! لجوج (٨) بالنساء! [وقد نفد أكثر مالي في هذا](٩)
__________________
(١) في الأصل (بمستكبر).
(٢) في الأصل (ولا جبارا).
(٣) في الأصل (ولا مختالا).
(٤) ما بين حاصرتين ساقط من الأصل.
(٥) في الأصل (وادعوا).
(٦) الخف : الجمل ؛ وهو في اللغة الجمل المسن ، وقيل الضخم ، جمعه أخفاف (لسان العرب)
(٧) الظلف : ظفر كل ما اجتر ، وهو ظلف البقرة والشاة والظبي وما أشبهها ، والجمع أظلاف. وقد يطلق الظلف على ذات الظلف أنفسها مجازا (لسان العرب)
(٨) لج في الأمر لجالجا لازمه ، وأبى أن ينصرف عنه ، فهو لجوج
(٩) ما بين حاصرتين إضافة من تحفة الأعيان للسالمي (ج ١ ص ٥٥)