عمان في العصر الأموى
فلما وقعت الفتنة ، وافترقت الأمة ، وصار الملك إلى معاوية ، لم يكن لمعاوية في عمان سلطان ، حتى صار [الملك](١) لعبد الملك بن مروان ، واستعمل الحجاج على أرض العراق ، وكان ذلك في زمن سليمان وسعيد إبني عباد بن عبد بن الجلندى ، وهما القيمان في عمان.
فكان الحجاج يغزوهما بجيوش عظيمة ، وهما يفضان جموعه ، ويبيدان عساكره في مواطن كثيرة ، وكان كلما أخرج إليهما جيشا هزماه ، واستوليا على سواده (٢) ، إلى أن أخرج عليهما القاسم بن شعوة (٣) المزني ، في جمع كثير وخميس (٤) جرار ، فخرج القاسم بجيشه ، حتى انتهى [إلى](٥) عمان في سفن كثيرة ، فأرسى (٦) سفنه في ساحل قرية من قرى عمان ، يقال لها حطاط ، فسار إليه سليمان بن عباد بالأزد ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، فكانت الهزيمة على أصحاب الحجاج ، وقتل القاسم وكثير من أصحابه [م ٢٦٤] وقواده ، واستولى على سوادهم.
__________________
(١) ما بين حاصرتين إضافة لضبط المعنى.
(٢) في الأصل (على سواره). وسواد الأمير ثقله ، والسواد من العسكر ما يشتمل عليه من المضارب والآلآت والأدوات.
(٣) في الأصل (ابن شعورة) والصيغة المثبتة من كتاب تحفة الأعيان للسالمي (ج ١ ص ٧٤).
(٤) الخميس هو الجيش لأنه يتألف من خمسة أقسام : القلب والمقدمة والميمنة والميسرة وساقة الجيش وهي مؤخرته.
(٥) ما بين حاصرتين إضافة لضبط المعنى.
(٦) في الأصل (فأرقى).