إليهم سعيد ، فقاتلهم قتالا شديدا حتى حجز بينهم الليل ، وتأمل سعيد عسكره ، فإذا هم في عسكر مجاعة كالشعرة البيضاء في الثور الأسود ، وقد قتل منهم من قتل ، فاعتزل من ليلته ، وعمد إلى ذراري (١) أخيه وذراريه ، فاعتزل بهم إلى الجبل الأكبر ، وهو جبل بني ريام ـ ويقال له الجبل الأخضر ، ويقال له رضوا (٢) بضم الراء ـ ولحقه القوم.
فلم يزالوا محصورين حتى وافى (٣) سليمان ، وكان مجاعة أرسى (٤) سفنه في بندر مسكد (٥) ، وكانت ثلاث مائة سفينة. فمضى إليها سليمان ، فأحرق (٦) منها نيفا وخمسين سفينة ، وانفلت الباقون في لجج (٧) البحر ، ومضى يريد البحر [م ٢٦٦] ، فالتقى هو وسليمان بقرية سمائل ، فوقعت بينهم صكّة عظيمة ، فانهزم مجاعة ، ولحق بسفنه ، فركبها ومضى الى جلفار.
وكاتب الحجاج ، فأخرج له من طريق البر عبد الرحمن (٨) بن سليمان في خمسة آلاف عنان من بادية الشام ، وكان فيهم رجل من الأزد ، ولا يعلمون به أنه من الأزد فهرب في الليل حتى نزل على سليمان وسعيد ، فأعلمهما
__________________
(١) في الأصل (ذلادى)
(٢) في الأصل (رضوان) والصيغة المثبتة من كتاب تحفة الأعيان للسالمي (ج ١ ص ٧٥) جاء في هذا الكتاب أن الجبل المذكور سمي بذلك باسم نبي دفن فيه
(٣) في الأصل (وافا)
(٤) في ألأصل (أرسا)
(٥) مسقط
(٦) في الأصل (فأخرج)
(٧) في ألأصل (لحج)
(٨) في الأصل (عبد الرحمان).