لا يصح أن يكون «خبرا (١)» ثم قال في الحاشية : «هذا البيت ذكره أبو الفداء في البداية والنهاية ، قال : قال الحسن بن عرفة : حدثني عمار بن محمد عن سعيد بن محمد الحنظلي عن أبي جعفر محمد بن علي قال : نادى مناد في السماء يوم بدر يقال له رضوان ، وذكر الرجز (٢)».
وفيما قاله المحقق من التخليط والتخبط الشيء الكثير ، فقد ساق الحديث كما يساق الشعر ، ولكنه على الهيئة التي أثبته فيها غير موزون ، ثم ساق كلام ابن كثير وقال : «وذكر الرجز» ، وأيّ رجز هذا؟ على فرض أن الحديث موزون فهو من مجزوء الكامل على أن تكتب الراء من «الفقار» في الشطر الثاني ، ثم إن الحديث لا يمتّ إلى الرجز بشيء ، وابن كثير لم يقل عن الحديث : إنه رجز أو غير رجز ، وإنما ساقه على أنه حديث ، وهذه عبارته «وقال الحسن بن عرفة : حدثني عمار بن محمد عن سعيد بن محمد الحنظلي عن أبي جعفر محمد بن علي ، قال : نادى مناد في السماء يوم بدر يقال له : رضوان : لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي ، قال ابن عساكر : وهذا مرسل (٣)». فابن كثير لم يشر إلى رجز كما رأينا ، وإنما أشار إلى مناد نادى بهذا الحديث من السماء ، ثم أتى بقول ابن عساكر فيه بأنه مرسل ، ولو تنبه المحقق إلى كلمة مرسل لاهتدى إلى الصواب ، لأن الحديث يوصف بأنه مرسل إذا سقط منه اسم الصحابي (٤).
وأورد ابن كثير هذا الحديث في موضع آخر وقال : «لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي» ثم حكم عليه بقوله : «وهذا إسناد ضعيف وحديث منكر (٥)».
فابن كثير صرح في الموضعين بأن «لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي» حديث ، وحكم عليه بحكمين : الأول أنه مرسل وذلك على لسان ابن عساكر ، والثاني أنه حديث منكر ، وكلمة «منكر» تدل على أنه حديث ، والمنكر قسم من أقسام الحديث (٦) ، فمن أين جاء المحقق بالرجز؟ ألم يتمّ قراءة عبارة ابن كثير في البداية والنهاية ليهتدي إلى الصواب ويتجنب الزلل؟
وربما غرّه أن هذا الحديث موزون ، ولكنه لم يهتد إلى وزنه الصحيح وعدّه من الرجز ، وهو ليس من الرجز ، وإنما هو من مجزوء الكامل إذا بتر عن تتمته ، فقد روي «نزل جبريل على رسول
__________________
(١) النسخة المطبوعة : ١ / ٢١٧.
(٢) النسخة المطبوعة : ١ / ٢١٧.
(٣) البداية والنهاية : ٧ / ٢٣٥.
(٤) انظر شرح ألفية العراقي المسماة بالتبصرة والتذكرة : ١ / ١٤٤.
(٥) البداية والنهاية : ٧ / ٢٧٥.
(٦) انظر شرح ألفية العراقي المسماة بالتبصرة والتذكرة : ١ / ١٩٧.