على محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين. ثم أقلعنا منها إثر صلاة الجمعة السادس عشر منه فبتنا في فحص (١) قرطا جنة بالبرج المعروف ببرج الثلاثة صهاريج ، ثم منه يوم السبت إلى مرسيه ، ومنها في اليوم بعينه لبرالة ، ثم منها يوم الأحد إلى لورقة ، ثم منها يوم الاثنين إلى المنصورة ، ثم منها يوم الثلاثاء إلى قنالش بسطة ، ثم منها يوم الأربعاء إلى وادي آش ، ثم منها يوم الخميس الثاني والعشرين لمحرم ، والخامس والعشرين لأبريل ، إلى المنزل بغرناطة :
فألقت عصاها واستقر بها النوى |
|
كما قر عينا بالإياب المسافر (٢) |
والحمد لله على الصنع الجميل الذي أولاه ، والتيسير والتسهيل الذي والاه ، وصلواته على سيد المرسلين الأولين منهم والآخرين ، محمد رسوله الكريم ومصطفاه ، وعلى آله وأصحابه الذين اهتدوا بهداه ، وسلم وشرّف وكرّم. فكانت مدة مقامنا ، من لدن خروجنا من غرناطة إلى وقت إيابنا هذا ، عامين كاملين وثلاثة أشهر ونصفا ، والحمد لله رب العالمين.
__________________
(١) فحص المكان : الأرض المنبسطة المكشوفة منه ، وهو هنا موضع السكن.
(٢) البيت للشاعر معقر بن حمار البارقي ، من شعراء ما قبل الإسلام.