الطاهرين ، وخلد ميراث النبوة لديه ، وجعلها كلمة باقية في عقبه إلى يوم الدين ، في سنة خمسين وخمسمائة» في صفحتي البابين على هذا النص المذكور. ويكتنف البابين الكريمين عضادة غليظة من الفضة المذهبة البديعة النقش ، تصعد إلى العتبة المباركة ، تشف عليها وتستدير بجانبي البابين. ويعترض أيضا بين البابين عند إغلاقهما شبه العضادة الكبيرة من لفضة المذهبة هي بطول البابين متصلة بالواحد منهما الذي عن يسار الداخل إلى البيت.
وكسوة الكعبة المقدسة من الحرير الأخضر ، حسبما ذكرناه. وهي أربع وثلاثون شقة : في الصفح الذي بين الركن اليماني والشامي منها تسع ، وفي الصفح الذي يقابله بين الركن الأسود والعراقي تسع أيضا ، وفي الصفح بين العراقي والشامي ثمان ، وفي الصفح بين اليماني والأسود ثمان أيضا ، وقد وصلت كلها فجاءت كأنها ستر واحد يعم الأربعة جوانب. وقد أحاط بها من أسفلها تكفيف مبني بالجص ، في ارتفاعه أزيد من شبر ، وفي سعته شبران أو أزيد قليلا ، في داخله خشب غير ظاهر ، وقد سمرت فيه أوتاد حديد في رؤوسها حلقات حديد ظاهرة ، قد أدخل فيها مرس من القنب غليظ مفتول واستدار بالجوانب الأربعة ، بعد أن وضع في أذيال الستور شبه حجز السراويلات ، وأدخل فيها ذلك المرس وخيط عليه بخيوط من القطن المفتولة الوثيقة.
ومجتمع الستور في الأركان الأربعة مخيط أزيد من قامة ، ثم منها إلى أعلاها تتصل بعرى من حديد يدخل بعضها في بعض. واستدار أيضا بأعلاها ، على جوانب السطح ، تكفيف ثان وقعت فيه أعالي الستور في حلقات حديد ، على تلك الصفة المذكورة. فجاءت الكسوة المباركة مخيطة الأعلى والأسفل ، وثيقة الأزرار ، لا تخلع إلا من عام إلى عام عند تجديدها ، فسبحان من خلد لها الشرف يوم القيامة ، لا إله سواه.
وباب الكعبة الكريم يفتح كل يوم اثنين ويوم جمعة ، إلا في رجب فإنه يفتح في كل يوم. وفتحه أول بزوغ الشمس ، يقبل سدنة البيت الشيبيون ، فيبادر منهم من ينقل كرسيا كبيرا شبه المنبر الواسع له تسعة أدراج مستطيلة ، قد وضعت له قوائم من الخشب متطأمنة مع الأرض ، لها أربع بكرات كبار مصفحة بالحديد لمباشرتها الأرض ، يجري الكرسي عليها حتى يصل إلى البيت الكريم. فيقع درجه الأعلى متصلا بالعتبة