المباركة من الباب. فيصعد زعيم الشيبيين إليه ، وهو كهل جميل الهيئة والشارة ، وبيده مفتاح القفل المبارك ، ومعه من السدنة من يمسك في يده سترا أسود يفتح يديه به أمام الباب ، خلال ما يفتحه الزعيم الشيبي المذكور ، فإذا فتح القفل قبل العتبة ثم دخل البيت وحده وسد الباب خلفه وأقام قدر ما يركع ركعتين. ثم يدخل الشيبيون ويسدون الباب أيضا ويركعون. ثم يفتح الباب ويبادر الناس بالدخول ، وفي أثناء محاولة فتح الباب الكريم يقف الناس مستقبلين إياه بأبصار خاشعة وأيد مبسوطة إلى الله ضارعة ، وإذا انفتح الباب كبر الناس وعلا ضجيجهم ونادوا بألسنة مستهلة : اللهم افتح لنا أبواب رحمتك ومغفرتك ، يا أرحم الراحمين. ثم دخلوا بسلام آمنين.
وفي الصفح المقابل للداخل فيه ، الذي هو من الركن اليماني إلى الركن الشامي ، خمس رخامات منتصبات طولا كأنها أبواب ، تنتهي إلى مقدار خمسة أشبار من الأرض ، وكل واحدة منها نحو القامة ، الثلاث منها حمر والاثنتان خضراوان. في كل واحدة منها تجزيع بياض لم ير أحسن منظرا منه ، كأنه فيها تنقيط. فيتصل بالركن اليماني منها الحمراء ، ثم تليها بخمسة أشبار الخضراء ، والموضع الذي يقابلها متقهقرا عنه بثلاثة أذرع ، هو مصلى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فيزدحم الناس على الصلاة فيه تبركا به. ووضعهن على هذا الترتيب ، وبين كل واحدة وأخرى القدر المذكور. ويتصل بينهما رخام أبيض صافي اللون ناصع البياض ، قد أحدث الله ، عز وجل ، في أصل خلقته أشكالا غريبة مائلة إلى الزرقة ، مشجرة مغصنة ، وفي التي تليها مثل ذلك بعينه من الأشكال كأنها مقسومة ، فلو انطبقتا لعاد كل شكل يصافح شكله ، فكل واحدة شقة الأخرى لا محالة ، عند ما نشرت انشقت على تلك الأشكال ، فوضعت كل واحدة بإزاء أختها. والفاصل منها بين كل خضراء وحمراء رخامتان ، سعتهما خمسة أشبار لأعداد الأشبار المذكورة. والأشكال فيها تختلف هيئاتها ، وكل أخت منها بإزاء أختها. وقد شدت جوانب هذه الرخامات تكافيف ، غلظها قدر إصبعين من الرخام المجزع ، من الأخضر والأحمر المنقطين والأبيض ذي الخيلان ، كأنها أنابيب مخروطة يحار الوهم فيها. فاعترضت في هذا الصفح المذكور من فرج الرخام الأبيض ست فرج.
وفي الصفح الذي عن يسار الداخل ، وهو من الركن الأسود إلى الركن اليماني ،