أسماءهما ، والله أعلم بذلك ، ونيل : مصر من عجائب الدنيا وليس فى الربع المسكون ما يشاكله غير نهر الملتان بالهند وهو نهر يخرج أصله من جيحون ويظهر ناحية الملتان ، وهو مثل النيل فى حلاوته وزيادته ونقصانه ، ويزرع عليه ، وفيه تماسيح وفرس البحر على هيئة النيل.
الطريق من الجيزة إلى مصر القديمة
الأهرام : من عجائب الدنيا ، وليس على وجه الأرض شرقيها وغربيها عمارة أعجب منها ولا أعظم ولا أرفع ، ورأيت بديار مصر أهراما كثيرة منها خمسة كبار والباقى صغار ، فأما الكبار فاثنان عند الجيزة واثنان عند قرية يقال لها : دهشور ، وهرم عند قرية يقال لها : ميدوم ، وقد اختلفت أقاويل الناس فيها وفيمن بناها وما أريد بها ، فمنهم من قال : «إنها قبور الملوك» ومنهم من قال : «إنما عملوها خوفا من الطوفان» وهى مربعة على هذا المثال كل وجه من الهرم على هذه الهيئة ، مساحة كل وجه منها على وجه الأرض تزيد على أربعمائة ذراع ، وارتفاعها فى الجو يقارب أربعمائة بذراع العظم وينتهى رأس الهرم إلى مقدار ثمانية أذرع.
وقيل : إن المأمون فتح هرما منها ، وهو أحد الهرمين اللذين عند الجيزة فوجدوا داخله بئرا مربعة فى تربيعها أبواب يفضى كل باب منها إلى بيت فيه موتى بأكفانهم ، وقيل : إنهم دخلوا ووجدوا فى رأس هذا الهرم بيتا فيه حوض من الصخر على مثال القبر وفيه صنم كالآدمى من الدهنج ، وفى وسطه إنسان عليه درع من ذهب مرصع بالجوهر وعلى صدره سيف لا قيمة له وعند رأسه حجر ياقوت كالبيضة ضوؤه كالنار.
يقول مؤلف هذا الكتاب : دخلت إلى هذا الهرم وصعدت إليه ورأيت هذا الحوض وأصح ما قيل فيها : إنما عملوها خوفا من الطوفان وكنزوا فيها أموالهم ورقموا عليها علومهم فلم ينفعهم من ذلك شىء واندرست آثارهم وذهبت أموالهم وبقيت أخبارهم ، والكتابة التى عليها بقلم الطير لا يعلمه أحد فى الدنيا ، وكذلك البرابى ببلاد الصعيد لا يحل قلمها أحد ، ولا بد أن نذكر فى كتاب العجائب والآثار والأصنام والطلسمات جميع ما سمعناه من أخبار الأهرام والصنم وأبى الهول وجميع البرابى ببلاد الصعيد وحديث الصنم الذي يقال له السيدة بدرب السيدة بمصر ومسالّ فرعون ، إن شاء الله تعالى.