وبعضه من الرّابع ، وقد يشتمل الإقليم العرفي على أبعاض (١) الأقاليم السبعة كما يحكى عن الصّين فإنّه يقال إنّ عرضه أكثر من طوله ، وإنّه يشتمل على رؤوس الأقاليم الشّرقيّة حتّى يستوعب أطراف الأقاليم السبعة.
(فصل) والجمهور جعلوا مبدأ الأطوال (٢) من جانب الغرب ليكون ازدياد عدد الطّول في جهة توالي البروج ، ومبدأ العروض من خطّ الاستواء لأنه بالطبع متعين ، وقد ذكر أنّ بداية العمارة في المغرب كانت جزائر تسمّى بالخالدات وهي الآن معمورة (٣) فجعل بعضهم الجزائر (٤) المذكورة مبدأ الطّول وقوم آخرون جعلوا ساحل البحر الغربيّ مبدأ الأطوال وبينها عشر درجات من دور معدّل النهار.
وقد اختلفوا أيضا في ترتيب الأقاليم بحسب العروض فقوم جعلوا مبدأ الإقليم الأوّل خطّ الاستواء وآخر السّابع منتهى العمارة ، وأمّا المختار الذي عليه المحققون فإنهم جعلوا أوّل الإقليم الأوّل حيث العرض أثنتا عشرة درجة وثلثا درجة وآخر الإقليم السّابع حيث العرض خمسون درجة وثلث درجة وعليه رتبنا الأقاليم السبعة في هذا المختصر ، وأمّا الأطوال فأنّا أثبتناها من السّاحل حسبما اختاره [٣٨ أ] المتأخرون.
فصل في تحقيق أمر المساحة
قد ثبت في علم الهيئة أنّ الأرض كرية (٥) وأنها في الوسط ، فسطح الأرض وهو محدّبها مواز لمقعّر السّماء ، فالدوائر العظام التي على سطح الأرض موازية
__________________
(١) في (ر): «بعض».
(٢) في (س): «الأطوار».
(٣) في التقويم (٧): «غير معمورة».
(٤) في الأصل و (ب): «الجزيرة».
(٥) في (س): «كروية».