الكلام على البحار
المنقول عن الحكماء أنّ البحر المالح (١) هو أحد العناصر الأربعة (٢) ، قالوا : البحار العظيمة المشهورة خمسة : البحر المحيط ، وبحر الصّين ، وبحر الرّوم ، وبحر نيطش ، وبحر الخزر ، ولأصحاب الجغرافيا اصطلاح في تعريف البحور فيقولون يمتدّ كالقوّارة وكالشّابورة وكالطّيلسان ونحو ذلك. وقد صوّرنا ذلك وكتبنا الأسماء التي اصطلح عليها أهل الصناعة وهي هذه :
والخور (٣) [٤ أ] كلّ خليج يمتدّ من البحر إلى بعض النواحي. والمجرى ما يقطعه المركب في يوم وليلة بالريح الطيب.
ذكر البحر المحيط
نحن إذا عرّفنا البحر إنما نعرّفه بجوانب الأرض التي قد أحاط بها ، وقد نعرّف بعض جوانب الأرض بالبحر المحيط بها ، ولكنّ البعض الذي نعرّف به البحر غير البعض الذي نعرّفه بالبحر فلا دور ، وإنما سمّي محيطا لإحاطته بجميع القدر المكشوف من الأرض ؛ ولهذا كان يسمّيه أرسطو الإكليلي لأنّه حول الأرض
__________________
(١) في الأصل وفي (ب): «الملح».
(٢) العناصر الأربعة كما عددها أبو الفداء هي : النار والهواء والماء ثم الأرض (تقويم البلدان ١٨).
(٣) في التقويم : «الجون» ، وورد في هامش (س): «في الصحاح : الخور مثل الغور المنخفض من الأرض. وفي القاموس (٤٩٧) : الخور المنخفض من الأرض ، والخليج من البحر ، ومصبّ الماء في البحر. في المراصد (١ : ٤٨٨) : أصله هور فعرب فقيل خور».