قال ابن الأثير : واعلم أنّ الشّام خمسة أجناد ، أولها من الفرات جند قنسرين [١٤٠ ب] ثمّ جند حمص ثمّ جند دمشق ثمّ جند حوران (١) ثمّ جند فلسطين. قال : وكل جند من هذه عرضه من ناحية الفرات إلى ناحية فلسطين وطوله من الشرق إلى البحر.
ذكر شيء من المسافات بالشّام
قال ابن حوقل (٢) : وأمّا المسافات بالشّام فإنّ [خمس وعشرون مرحلة](٣) من ملطية إلى رفح ؛ فمن ملطية إلى منبج أربع مراحل ، ومن منبج إلى حلب مرحلتان ، ومن حلب إلى حمص خمس مراحل ، ومن حمص إلى دمشق خمس مراحل ، ومن دمشق إلى طبريّة أربع مراحل ، ومن طبريّة إلى الرّملة ثلاث مراحل ، ومن الرّملة إلى رفح مرحلتان ، فذلك خمس وعشرون مرحلة ، وفي عرضها بعض المواضع أكثر من بعض فأعرضها طرفاها ، فأحد طرفها من الفرات ومن جسر منبج على منبج ثمّ على قورس في حدّ قنسرين ، ثمّ على العواصم في حدّ أنطاكية ، ثمّ يقطع جبل اللكّام (٤) ثمّ على المصيصة ثمّ على أذنة ثمّ على طرسوس وذلك نحو عشر مراحل ، وهذا هو السمت المستقيم وأمّا الطرف الآخر فهو حدّ فلسطين فيأخذ من البحر من حدّ يافا حتى ينتهي إلى الرّملة ثمّ إلى بيت المقدس ثمّ إلى أريحا ثمّ إلى زغر ثمّ إلى جبل الشراة (٥) إلى أن ينتهي إلى معان (٦) ، ومقدار هذا ست مراحل. فأمّا بين هذين الطرفين من الشّام فلا يكاد يزيد عرض موضع من الأردنّ ودمشق وحمص على أكثر من ثلاثة أيّام لأنّ من دمشق إلى طرابلس على بحر الرّوم
__________________
(١) في التقويم : «جند الأردنّ».
(٢) صورة الأرض ١٨٥.
(٣) ساقط من جميع النسخ وعوضناه من صورة الأرض.
(٤) في (ر): «الأكام».
(٥) في (س): «الشيرات» وهو تصحيف.
(٦) في (س): «معاد» وفي (ر): «معاذ».