يرى المسافرون (١) البرّين الشّرقيّ والغربيّ ، فإذا دخل المسافرون فيه اتّسع [١٣ ب] الخليج القسطنطينى وصار كالبركة ، وهناك جزيرة مرمرا ، وبها يقطع الرّخام وبه سمّيت لأن اسم الرّخام بالرّومي مرمرا. قال : والمشهور هناك إنّ بين فم الخليج عند بحر الرّوم وبين فمه عند بحر القرم سبعون ميلا ، وهو طول الخليج القسطنطينى جنوبا وشمالا بميلة يسيرة إلى الشّرق ، ويسمّى بحر القرم أيضا في زماننا البحر الأسود. قال : وبين قسطنطينية وبين فم الخليج عند البحر الأسود ستة عشر ميلا. قال الشريف الإدريسيّ (٢) : وطول بحر نيطش من فم المضيق إلى حيث انتهائه ألف وثلاثمائة ميل وفيه ست جزائر.
ذكر بحر برديل
وهو بحر يخرج من البحر المحيط الغربيّ في شمالي الأندلس ويأخذ مشرقا إلى خلف جبل الأبواب الفاصل بين الأندلس والأرض الكبيرة ، وبرديل مدينة على طرفه الشّرقيّ ، وعند مخرجه الغربيّ من المحيط بليدة (٣) أو ناحية يقال لها شنتياقو ، وسنذكرها في فصل الشّين المعجمة ، ويقرب طرفه من بحر الرّوم حتّى يبقى بينهما أربعين ميلا ، وببحر برديل المذكور جزيرة برطانية (٤) وسنذكرها. من كتاب الإدريسيّ (٥) : برديل مدينة من إقليم الفرنجة بين الأندلس وبرطانية ، وبحر برديل أحد البحور المتفرّعة من المحيط ، ويخرج هذا البحر عند شنتياقو (٦) إلى جهة الشّرق عند منتهى الأندلس ، وينقطع هذا البحر عند مدينة برديل ويقرب حينئذ من بحر الزّقاق المنعطف عند نهاية الأندلس حتّى يبقى بينهما نحو أربعين ميلا.
__________________
(١) في جميع النسخ : «المسافرين».
(٢) نزهة المشتاق ١ : ١٢.
(٣) في (ب) و (س) و (ر): «بلدة».
(٤) في الأصل : «جزيرة بين برطانية».
(٥) لم نجده في النزهة.
(٦) في الأصل : «شيثان قو» وفي (س) و (ر): «شنيثاقو» وما أثبتناه من (ب) والتقويم (٣٥).