والهاء ثمّ ألف وراء مهملة ، وهو موضع على منزلتين من الرّيّ في طريق أصبهان ، نوبهار أيضا ببلخ بناء للبرامكّة ، وهم كانوا أهل شرف [ببلخ](١) قبل ملوك الطوائف ، وكانوا عبّاد الأوثان ، فوصفت لهم مكّة فسمعوا حال مكّة وتعظيم قريش وسائر العرب لها فبنوا مثلها [بيتا](٢) وسمّوها نوبهار ، وكانوا سدنتها فلذلك سموا برمكا وبر بمعنى على أي على مكّة أي القائمون على مكّة ، وفي المراصد (٣) : نوبهار بالضمّ ثمّ السّكون وباء موحّدة مفتوحة وهاء وألف وراء ، في موضعين : أحدهما قرب الرّيّ. ونوبهارا أيضا : ببلخ ، بناء للبرامكّة ، وهم كانوا أهل شرف ببلخ قبل ملوك الطوائف ، وكانوا [٢١٠ ب] عبّاد الأوثان ، فوصفت لهم مكّة وحال الكعبة بها ، وما كانت قريش والعرب تدين به فاتخذوا بيتا وهو النوبهار ، يضاهئون به الكعبة ونصبوا (٤) الأصنام فوقه (٥) وزيّنوه بالحرير والجواهر النفيسة.
ومعنى النوبهار البهار الجديد ، وقد كانوا إذا عقدوا طاقا أو بنوا بنيانا (٦) حسنا أن يكللوه بالرّيحان ، ويتوّجوا أوّل ما يطلع من الرّيحان ففرغ في زمن ظهور البهار ، فسمّوه النوبهار بذلك. وكانت الفرس تعظمّه وتحجّ إليه ، وتهدي له ، وكانوا يسمّون كلّ من ولي منهم السّدانة برمكا ، وكانوا إذا وافوا ذلك المكان يسجدون للصنم الكبير ، ويقبّلون يد برمك ، وكلّما مات برمك صار ابنه برمكا عوضه ، حتى انتهت السّدانة إلى برمك بن خالد بن برمك في قصّة طويلة ، وقيل : كان النوبهار اسما لبيت النّار الذي ببلخ ، وكان برمك أبو خالد يعمره ويقوم به ؛ فعظم قدره لذلك.
__________________
(١) زيادة من (س) و (ر).
(٢) زيادة من (س) و (ر).
(٣) صفي الدين البغدادي ٣ : ١٣٩٣ ـ ونص المراصد ساقط من (ب).
(٤) في الأصل : «ويضعون».
(٥) في (س): «فوقها» ، وفي المراصد : «حوله».
(٦) في (س) و (ر) والمراصد : «بناء».