قال الشيخ جمال الدين : وذلك قبل احتراق المسجد الشريف وقبل أن يجعل هذا اللوح القائم فى قبلة مصلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وإنما جعل بعد حريق المسجد وكان يحصل بتلك الجزعة تشويش كثير وذلك أنهم كانوا يقولون هذه حرزة فاطمة بنت (ق ٩٥) رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكانت عالية فيتعلق النساء والرجال اليها.
فلما كانت سنة احدى وسبعمائة جاور الصاحب زين الدين أحمد بن محمد بن على المعروف بالصغير فأمر بقلعها فقلعت وهى اليوم فى حاصل الحرم الشريف ثم توجه الى مكة فى أثناء السنة فرأى أيضا ما يقع من الفتنة عند دخول البيت الحرام من الرجال والنساء لامتثال العروة الوثقى فى زعمهم ، فأمر بقطع ذلك المثال والحمد لله.
وأما العود الذى فى الاسطوانة التى عن يمين مصلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو الجذع المتقدم ذكره ، فقال الحافظ محب الدين : روى عن مصعب بن ثابت قال : طلبنا علم العود الذى فى مقام النبى صلىاللهعليهوسلم فلم نقدر على أحد يذكر لنا شيئا حتى أخبرنى محمد بن مسلم السائب صاحب المقصورة أنه جلس إلى جنبه أنس بن مالك فقال تدرى لما صنع هذا العود ، ولم أسأله ، فقلت ما أدرى قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يضع عليه يمينه ثم يلتفت (ق ٩٦) إلينا فيقول استووا واعدلوا صفوفكم فلما توفى رسول الله صلىاللهعليهوسلم سرق العود فطلبه أبو بكر فلم يجده ثم وجده عمر عند رجل من الانصار بقباء قد دفنه فى الأرض فأكلته الأرض فأخذ له عودا فشقه وأدخله فيه ثم شعبه ورده إلى الجدار وهو العود الذى وضعه عمر بن عبد العزيز فى القبلة وهو الذى فى المحراب اليوم باق.
قال مسلم بن حبان : إن ذلك العود من طرفا الغابة وقيل بل كان من الجذع المذكور.
قال المرجانى : قلت والله أعلم إن هذا الجذع الذى ذكره ابن النجار وأنه فى القبلة باق إلى اليوم لعله الذى قاس به الشيخ أبو حامد وقلعه ابن حنا.
قال الشيخ جمال الدين : وكان ذلك قبل حريق المسجد الشريف.