ذكر منبر النبى صلىاللهعليهوسلم وروضته الشريفين
عن ابن أبى حازم (١) أن نفرا جاءوا إلى سهل بن سعد وقد تماروا فى المنبر من أى عود هو فقال : أما والله إنى لأعرف من أى عود هو ومن عمله (ق ٩٧) ورأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أول يوم جلس عليه فقلت : تحدثنا ، فقال : أرسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى امرأة انظرى غلامك النجار يعمل لى عودا أذكر الله عليها فعمل هذه الثلاثة الدرجات ثم أمر بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فوضعت هذ الموضع وهى من طرفا الغابة والطرفا شجر يشبه الأثل إلا أن الأثل أعظم منه.
وعن جابر بن عبد الله أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم يا رسول الله ألا أجعل لك شيئا تقعد عليه فإن لى غلاما نجارا فقال إن شئت ، فعمل له المنبر.
وعن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما بدن قال تميم الدارى ألا أتخذ لك منبرا يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك قال : بلى قال : فاتخذ له منبرا مرقاتين.
وعن ابن أبى الزناد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يخطب فى يوم الجمعة إلى جذع فى المسجد فقال إن القيام قد يشق على وشكى ضعفا فى رجليه فقال تميم الدارى (ق ٩٨) وكان من أهل فلسطين : يا رسول الله أنا أعمل لك منبرا كما رأيت يصنع بالشام.
فلما اجتمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وذوو الرأى من أصحابه على اتخاذه قال العباس بن عبد المطلب إن لى غلاما يقال له فلان أعمل الناس فقال له النبى صلىاللهعليهوسلم فمره يعمل فأرسل إلى أثلة بالغابة فقطعها ثم عملها درجتين ومجلسا ثم جاء بالمنبر فوضعه فى موضعه اليوم ثم راح رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الجمعة ، فلما جاوز الجذع يريد المنبر حن الجذع ثلاث مرات
__________________
(١) هو عبد العزيز بن أبى حازم سلمة بن دينار المخزومى مولاهم أبو تمام المدنى ، روى عن أبيه وسهيل بن أبى صالح ، وطائفة وعنه إسماعيل بن أبى أويس ، وقتيبة وعلى بن حجر ، وخلق.
مات بالمدينة سنة ١٨٤ ه.