كأنه خوار بقرة حتى ارتاع الناس وقام بعضهم على رجليه وأقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى مسه بيده فسكن فما سمع له صوت بعد ذلك ثم رجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المنبر فقام عليه.
وقد روى أن هذا الغلام الذى صنع المنبر اسمه مينا بياء ساكنة مثناه من أسفل بعدها نون ، وقال عمر بن عبد العزيز رضى الله تعالى عنه عمله صباح غلام العباس بن عبد المطلب.
قال الواقدى (١) وذلك فى السنة الثانية من الهجرة اتخذه درجتين (ق ٩٩) ومقعدة.
قال ابن أبى الزناد : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يجلس على المنبر ويضع رجليه على الدرجة الثانية ، فلما ولى أبو بكر رضى الله عنه قام على الدرجة الثانية ووضع رجليه على الدرجة السفلى ، فلما ولى عمر رضى الله عنه قام على الدرجة السفلى ووضع رجليه على الأرض إذا قعد ، فلما ولى عثمان رضى الله تعالى عنه فعل كما فعل عمر رضى الله تعالى عنه ست سنين ثم علا فجلس موضع النبى صلىاللهعليهوسلم وكسا المنبر قبطية.
وذكر الشيخ محب الدين عن محمد بن الحسن بن زبالة قال : كان طول منبر النبى صلىاللهعليهوسلم الأول فى السماء ذراعان وشبر وثلاثة أصابع وعرضه ذراع راجح وطول صدره وهو مسند النبى صلىاللهعليهوسلم ذراع وطول رمانتى المنبر الذى كان يمسكهما صلىاللهعليهوسلم إذا جلس يخطب شبر وأصبعان وعرضه ذراع فى ذراع وتربيعه سواء وعدد درجاته ثلاث بالمقعد وفيه خمس أعواد من جوانب الثلاث.
قال الشيخ جمال الدين : هذا ما كان عليه فى حياة الرسول صلىاللهعليهوسلم (ق ١٠٠) وفى خلافة أبى بكر وعمر وعثمان رضى الله تعالى عنهم ، فلما حج معاوية رضى الله تعالى
__________________
(١) هو محمد بن عمر بن واقد الواقدى الأسلمى مولاهم المدنى ، قاضى بغداد ، روى عن الثورى والأوزاعى وابن جرير وخلق ، وعنه الشافعى ومحمد بن سعد كاتبه ، وأبو عبيد القاسم ، ثقة.
مات سنة ٢٠٧ ه ، وقيل سنة ٢٠٩ ه.