ذكر زيادة عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه
فى مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم
يروى أن عمر رضى الله تعالى عنه قال : لو لا أنى سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«إنى أريد أن أزيد فى المسجد ما زدت فيه».
وعن سلمة بن خباب أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال يوما وهو فى مصلاه فى المسجد : «لو زدنا فى مسجدنا» وأشار بيده نحو القبلة.
فلما ولى عمر رضى الله تعالى عنه قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم (ق ١١٠) قال : «لو زدنا فى المسجد» وأشار بيده نحو القبلة ، فأجلسوا رجلا فى موضع مصلى النبى صلىاللهعليهوسلم ثم رفعوا يد الرجل وخفضوها حتى رأوا أن ذلك نحو ما رأوا أن النبى صلىاللهعليهوسلم رفع يده ثم مدوا ميقاطا فوضعوا طرفه بيد الرجل ثم مدوه ، فلم يزالوا يقدمونه ويؤخرونه حتى رأوا أن ذلك شبيه لما أشار رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الزيادة فقدم عمر رضى الله تعالى عنه فى موضع عيدان المقصورة ، وكان صاحب المقصورة فى زمن الصحابة السائب بن خباب مولى قريش ، وقيل مولى فاطمة بنت عتبة.
قال أهل السير : كان بين المنبر وبين الجدار بقدر ما تمر شاه فأخذ عمر رضى الله تعالى عنه موضع المقصورة وزاد فيه وزاد فى يمين القبلة ، فصار طول المسجد الشريف أربعين ومائة ذراع ، وعرضه عشرين ومائة ، وطول السقف أحد عشر ذراعا ، وسقفه جريد ذراعان ، وبنى فوق المسجد سرة ثلاثة أذرع ، وبنى أساسه بالحجارة (ق ١١١) إلى أن بلغ قامه وجعل لها ستة أبواب ، بابان عن يمين القبلة ، وبابان عن يسارها ، ولم يغير باب عاتكة ، ولا الباب الذى كان يدخل منه النبى صلىاللهعليهوسلم ، وفتح بابا عند دار مروان بن الحكم ، وبابين فى مؤخرة المسجد.
وروى عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو بنى هذا المسجد إلى صنعاء كان مسجدى» وروى غيره مرفوعا قال : «هذا مسجدى وما زيد فهو منه ولو بلغ صنعاء كان مؤخر المسجد».