على ما كان على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم باب عاتكة والباب (ق ١١٥) الذى يليه باب مروان وباب النبى صلىاللهعليهوسلم وبابين فى آخره.
ذكر زيادة الوليد بن عبد الملك بن مروان
وذلك أنه لما استعمل عمر بن عبد العزيز على المدينة الشريفة أمره بالزيادة فى المسجد فاشترى عمر ما حوله من المشرق والمغرب والشام ، ومن أبى أن يبيع هدم عليه ووضع له الثمن.
فلما صار إلى القبلة قال له عبيد الله بن عبد الله بن عمر لسنا نبيع هذا من حق حفصة ، وقد كان النبى صلىاللهعليهوسلم يسكنها فلما كثر الكلام بينهما قال له عمر بن عبد العزيز :
أجعل لكم فى المسجد بابا وأعطيكم دار الرقيق وما بقى من الدارهم فهى لكم ، يعنى التى تفضل من العمارة ، ففعلوا فأخرج بابهم فى المسجد وهى الخوخة التى تخرج فى دار حفصة رضى الله تعالى عنها وقدم الجدار فى موضعه اليوم ، وزاد من المشرق ما بين الاسطوانة المربعة إلى جدار المسجد ومعه عشرة أساطين من مربعة القبر الشريف إلى الرحبة إلى الشام ، ومد من المغرب اسطوانتين (ق ١١٦) وأدخل فيه حجرات أزواج النبى صلىاللهعليهوسلم وبيت فاطمة رضى الله تعالى عنها ، وأدخل فيه دور عبد الرحمن بن عوف ، ودار عبد الله بن مسعود ، وأدخل فيه من المغرب دار طلحة بن عبيد الله ودار سبرة بن أبى الفاكه (١) ودار عمار بن ياسر وبعض دار العباس ، وعلم ما دخل منها فجعل سائر سواريها التى تلى السقف أعظم من غيرها من السوارى.
وبعث الوليد بن عبد الملك إلى ملك الروم أنّا نريد أن نعمل مسجد نبينا الأعظم صلىاللهعليهوسلم فأعنا فيه بعمال وفسيفساء ، وهى الفصوص المزججة المذهبة فبعث إليه بأربعين من الروم وبأربعين من القبط وبأربعين ألف مثقال عونا له وبأحمال فسيفساء بسلاسل القناديل
__________________
(١) له صحبة نزل الكوفة له عن النبى صلىاللهعليهوسلم حديث واحد ، وعنه سالم بن أبى الجعد ، وعمارة بن خزيمة بن ثابت ، ثقة.