ذكر زيادة المهدى
وذلك أنه لما ولى الخلافة آخر ذى الحجة من سنة ثمان وخمسين ومائة ، شرع فى بناء المسجد الحرام ومسجد المدينة المشرفة على ما هما عليه اليوم وبنى بيت المقدس وقد كان هدمه الزلازل وحج فى سنة ستين ومائة واستعمل فى هذه السنة على المدينة جعفر ابن سليمان بن على بن عبد الله بن عباس وأمره الزيادة فى المسجد النبوى وولاه وبناه هو وعاصم بن عمر بن عبد العزيز وعبد الملك بن حبيب الغسانى فزادوا فى المسجد من جهة الشام إلى منتهاه اليوم فكانت زيادته على مائة ذراع ولم يزد فيه من الشرق والمغرب والقبلة شيئا ثم سد على آل عمر خوختهم التى فى دار حفصة فكثر كلامهم فصالحهم أن يخفض المقصورة ثم خفض المقصورة ذراعين وزاد فى المسجد لتلك الخوخة ثلاث درجات وحفر الخوخة حتى صارت تحت المقصورة وجعل عليها فى جوار القبلة شباك حديد فهو عليها اليوم (ق ١٢٢) وكان الذى دخل فى المسجد من الدور دار عبد الرحمن بن عوف ودار شرحبيل وبقية دار عبد الله بن مسعود ودار المسور بن مخرمة وفرغ من بنيانه سنة خمس وستين ومائة وكان ابتداؤه سنة اثنتين وستين ومائة. وعرض منقبة جدار المسجد مما يلى الغرب ذراعان ينقصان شيئا يسيرا وعرض منقبة ما يلى المشرق ذراعان وأربع أصابع وهو أعرضها لأنه من ناحية السيل.
ذكر بلاعات المسجد وسائر صحنه
والسقايات التى كانت فيه
قال الحافظ محب الدين : وفى صحن المسجد أربع وستون بلاعة عليه أرحاء ولها صمايم من حجارة ، وكان أبو البخترى وهب بن وهب القاضى واليا على المدينة لهارون الرشيد وكشف سقف المسجد فى سنة ثلاث وتسعين ومائة فوجد فيه سبعين خشبة مكسورة فأصلحها وكان ماء المطر إذا كثر فى صحن المسجد يغشى قبلة المسجد فجعل