قال بعضهم فى ذلك :
لم يحترق حرم النبى لحادث |
|
يخشى عليه ولا دهاه الغار |
لكنما أيدى الروافض لامست |
|
ذاك الجناب فطهرته النار |
قصة هذه النار
على ما نقله ابن أبى شامة والمطرى وغيرهما وذلك أنه لما كانت ليلة الأربعاء ثالث جمادى الآخر سنة أربع وخمسين وستمائة ظهر بالمدينة دوى عظيم ثم زلازل رجفت منها المدينة والحيطان ساعة بعد ساعة وكان بين اليوم والليلة أربع عشرة زلزلة ، واضطرب المنبر (ق ١٢٦) إلى أن سمع منه صوت الحديد واضطربت قناديل المسجد وسمع لسقف المسجد صرير وتمت الزلازل إلى يوم الجمعة ضحّى ثم انبجست الأرض بنار عظيمة من واد يقال أجليين بينه وبين المدينة نصف يوم ثم انبجست من رأسه فى الحرة الشرقية من ولاء قريظة على طريق السوارقية بالمقاعد ثم ظهر لها دخان عظيم فى السماء ينعقد حتى بقى كالسحاب الأبيض وللنار ألسن حمر صاعدة فى الهواء وبقى الناس فى مثل ضوء القمر ، وصارت النار قدر المدينة العظيمة وما ظهرت إلا ليلة السبت.
وكان اشتغالها أكثر من ثلاث منابر وهى ترمى بشرر كالقصر وشررها صخر كالجمال وسال من هذه النار واد يكون مقداره خمسة فراسخ وعرضه أربعة أميال وعمقه قامة ونصف وهو يجرى على وجه الأرض ، وتخرج منه أمهاد وجبال تسير على وجه الأرض وهو صخر يذوب حتى يصير كالآنك فإذا جمد صار أسود وقبل الجمود لونه أحمر.
وسال منها وأنه من نار حتى حاذى جبل أحد وسالت منه احيل بينى نار ، وتنحدر (ق ١٢٧) مع الوادى إلى الشظاة ، والحجارة تسير معها حتى عادت نار حرة العريض ثم وقف أياما تخرج من النار ألسن ترمى بحجارة خلفها وأمامها حتى نبت لها جبل ولها كل