الذى هو اليوم عليه من بناء عمر بن عبد العزيز فتهدم ثم جدده الأمير سيف الدين الحسينى بن أبى الهيجاء أحد وزراء العبيديين بمصر فى سنة خمس وسبعين وخمسمائة وكذلك جدد المسجدين اللذين تحته من جهة القبلة يعرف الأول القبلى بمسجد على ابن أبى طالب رضى الله تعالى عنه. والثانى يلى الشمال يعرف بمسجد سلمان الفارسى رضى الله تعالى عنه جددهما فى سنة سبع وسبعين وسبعمائة.
وذكر الحافظ محب الدين أنه كان معهما مسجد ثالث فذلك لم يبق له أثر.
قال الحافظ محب الدين : وروى عن معاذ بن سعد أن النبى صلىاللهعليهوسلم (ق ١٥٣) صلى فى مسجد الفتح الذى على الجبل وفى المساجد التى حوله ، وفى مسجد القبلتين.
ومنها :
مسجد القبلتين
عن عثمان بن محمد الأخنيسى أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم زار امرأة من بنى سلمة يقال لها أم بشر فى بنى سلمة فصنعت له طعاما فحانت الظهر فصلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأصحابه فى مسجد القبلتين الظهر ، فلما صلى ركعتين أمر أن يتوجه إلى الكعبة فاستدار رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الكعبة فسمى ذلك مسجد القبلتين ، وكانت الظهر يومئذ أربع ركعات ، منها اثنتان إلى بيت المقدس واثنتان إلى الكعبة وصرفت القبلة يوم الثلاثاء النصف من شعبان فى السنة الثانية من الهجرة ، وقيل بل صرفت القبلة من مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى صلاة العصر يوم الاثنين النصف من رجب على رأس سبعة عشر شهرا من الهجرة.
قال ابن المسيب : صرف قبل بدر بشهرين ، والأول أصح.
قال الحافظ محب الدين : وهذا المسجد بعيد من (ق ١٥٤) المدينة قريب من بئر رومة وقد تهدم ولم يبق الا آثاره وموضع المسجد يعرف بالقاع ، والقاع المكان المستوى.
قال عفيف الدين المرجانى : وبهذا الوادى سار رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومن معه بالخيل والإبل على ظهر الماء لما أن غزا خيبر.