قال الشيخ جمال الدين : وأما الطريق العظمى فهى طريق الناس اليوم من باب المدينة إلى المصلى وهو الذى قال فيه ثم صلى حيث يصلى الناس اليوم ولا يعرف من المساجد التى ذكرت لصلاة العيد إلا هذا الذى يصلى فيه العيد اليوم.
قال : وشماليه مسجد وسط الحديقة المعروفة بالعريضى المتصلة بقية عين الأوراق ويعرف اليوم (ق ١٦٣) بمسجد أبى بكر الصديق رضى الله تعالى عنه ولم يرد أنه صلى بالمدينة عيدا فى خلافته فتكون هذه المساجد الموجودة اليوم من الأماكن التى صلى فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد سنة إذ لا يختص أبو بكر وعلى رضى الله تعالى عنهما بمسجدين لأنفسهما ويتركان المسجد الذى صلى فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قال الشيخ جمال الدين : وليس بالمدينة الشريفة مسجد يعرف غير ما ذكر إلا مسجد على ثنية الوادى على يسار الداخل إلى المدينة من طريق الشام.
ومسجد آخر صغير على طريق السافلة وهى الطريق اليمنى الشرقية إلى مسهر حمزة رضى الله تعالى عنه يقال إنه مسجد أبى ذر الغفارى رضى الله تعالى عنه ولم يرد فيهما نقل يعتمد عليه.
وأما مسجد الضرار فهو المسجد الذى بناه المنافقون مضاهاة لمسجد قباء ، فلما بنوه (ق ١٦٤) أتوا النبى صلىاللهعليهوسلم وهو متجهز إلى تبوك فأمروه أن يصلى لهم فيه ، فقال إنى على جناح سفر وحال شغل ولو قدمنا إن شاء الله تعالى لأتيناكم فصيلنا لكم فيه ، فلما نزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم بذى اوان بلد بينه وبين المدينة ساعة من نهار مرجعه من تبوك أتاه خبر المسجد فدعى رسول الله صلىاللهعليهوسلم مالك بن الدخشم ومعن بن عدى أو اخاه عاصما ، وفى رواية وعامر بن السكن ووحشيا قاتل حمزة فقال : انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه ، فخرجا حتى أتيا سالم بن عوف فأخذا سعفا من النخل وأشعلاه ثم دخلا المسجد وفيه أهله فحرقاه وهدماه وأنزل الله تعالى فيه : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً)(١) إلى آخر الآية نزلت هذه الآية فى أبى عامر الراهب لأنه كان خرج إلى قيصر
__________________
(١) ١٠٧ م التوبة ٩.