قال المطرى : وكانت دار بنى بياضة فيما بين دار بنى سالم بن عوف من الخزرج بوادى رانونا عند مسجد الجمعة إلى وادى بطحان قبل دار بنى مازن لأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما صلى الجمعة فى بنى سالم بن عوف برانونا ركب راحلته فانطلق به حتى وازنت دار بنى بياضة تلقاه زياد بن لبيد وفروة بن عمرو رجال بنى بياضة.
ومسجد بفيفا الخيار : ذكر ابن إسحاق فى غزوة القشير أن النبى صلىاللهعليهوسلم سلك على نقب بنى ضبار ثم على فيفان الخيار منزل تحت شجرة ببطحان بن زاهر يقال لها ذات الساق فصلى عندها فثم مسجده وضع له طعاما عندها (ق ١٧٨) وموضع أثا فى البومة معلوم واستقى من ماء يقال.
قال الشيخ جمال الدين : فيفا الخيار غربى الجماوات التى بوادى العقيق ، وهى الجبال التى غربى العقيق ، وهى أرض فيها سهولة وفيها حجارة وحفائر ، وهو الموضع الذى كانت ترعى فيه إبل الصدقة ، ولقاح رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأنه ورد فى رواية أنها إبل الصدقة ، وفى أخرى أنها لقاح رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنها كانت ترعى بذى الجدر غربى جبل غير على ستة أميال من المدينة.
والروايتان صحيحتان بينهما أن النبى صلىاللهعليهوسلم كانت له إبل من نصيبه من الغنم وكانت ترعى مع إبل الصدقة فأخبر مرة عن إبله ومرة عن إبل الصدقة وأن النفر من عكل أو من عرنية أمرهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يلحقوا بإبل الصدقة فيشربوا من أبوالها ففعلوا ، ثم قتلوا الراعى ، وكان يسمى يسار من موالى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، واستاقوا الإبل فبعث فى أثرهم عشرين فارسا واستعمل عليهم كرز بن جابر الفهرى فأدركهم فربطوهم وفقدوا واحدة من لقاح رسول الله صلىاللهعليهوسلم (ق ١٧٩) تدعى الحناء فلما دخلوا بهم المدينة كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالغابة أسفل المدينة فخرجوا بهم نحوه فلقوه وهو راجع إلى المدينة وهو اليوم موضع معروف يتجمع فيه سيل قنا وسيل بطحان فأمر بهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسملت أعينهم وصلبوا هناك.