قال الحافظ محب الدين بن النجار : فعلى هذا طينة النبى صلىاللهعليهوسلم التى خلق منها من المدينة وطينة أبى بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما من طينة النبى صلىاللهعليهوسلم وهذه منزلة رفيعة وفى قوله تعالى (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ)(١) إشارة إلى رد الإنسان إلى طينة المبدأ التى منها النشأة الأولى فالإنسان يدفن فى مكان أخذ تربته على حد الموازنة فلا يقال لأهل البقيع إنهم من تربة النبى صلىاللهعليهوسلم وإنما لهم شركة فى الأرض المأخوذ منها دليله ما روى عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «ما من مولود (ق ٢١٢) وفى سرته من تربته التى يخلق منها فإذا أرد إلى أرذل عمره رد إلى تربته التى خلق منها حتى يدفن فيها وإنى وأبا بكر وعمر خلقنا من تربة واحدة وفيها ندفن». انتهى.
ومن دفن منه جزء بأرض ودفن جزء آخر بأرض أخرى يمكن أن يقال خلق من تربتين من أرضين ، وقيل لا يمكن وليست تربته إلا ما حازت عجب الذنب منه لأنها فيما يظهر أنها تربة حفرته بدليل بقائها ومنها ينبت من النشأة الثانية كذا ذكره عفيف الدين المرجانى.
قال أهل السير : وفى بيت عائشة رضى الله عنها موضع قبر فى السهوة الشريفة قال سعيد بن المسيب فيه يدفن عيسى ابن مريم عليهالسلام.
وعن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال : يدفن عيسى ابن مريم عليهالسلام مع النبى صلىاللهعليهوسلم وصاحبيه رضى الله تعالى عنهما ويكون قبره الرابع فطينته من طينتهم.
وعن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا أهبط الله تعالى (ق ٢١٣) المسيح عليهالسلام فيعيش فى هذه الأمة ما يعيش فيموت؟؟؟. مدينتى هذه ويدفن إلى جانب قبر عمر رضى الله تعالى عنه فطوبى لأبى بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما يحشران بين نبيين» فانظر إلى هذا الفضل العظيم.
__________________
(١) ٥٥ ك طه ٢٠.