الله تعالى عنه ضاق البيت عنه (ق ٢١٩) فحفر فى الأساس فقال له يا بن وردان غط ما رأيت ففعل.
وعن هشام بن عوف عن أبيه قال لما سقط الحائط فى زمن الوليد أخذوا فى بنيانه فبدت لهم قدم ففزعوا وظنوا أنها قدم النبى صلىاللهعليهوسلم حتى قال لهم عروة لا والله ما هى قدم النبى صلىاللهعليهوسلم ما هى إلا قدم عمر رضى الله تعالى عنه.
وأمر عمر بن عبد العزيز أبا حفصة مولى عائشة رضى الله تعالى عنها وناسا معه فبنوا الجدار وجعلوا فيه كوة فلما فرغوا منه وربعوه دخل مزاحم مولى عمر رضى الله تعالى عنهما فقم ما سقط على القبر من التراب والطين ونزع القباطى.
قال الحافظ محب الدين : وبنى عمر بن عبد العزيز على حجرة النبى صلىاللهعليهوسلم حائطا ولم يوصله إلى السقف بل دونه بمقدار أربعة أذرع وأدار عليه شباكا من خشب.
قال الشيخ جمال الدين : وبعد احتراق (ق ٢٢٠) المسجد أعيد الشباك كما كان أولا وهو يظهر لمن تأمله من تحت الكسوة.
وأدخل عمر بن عبد العزيز بعض بيت فاطمة رضى الله تعالى عنها من جهة الشمال فى الحائط الذى بناه محرفا يتقى على ركن واحد كما سنبينه فصار لها ركن خامس لئلا تكون الحجرة الشريفة مربعة كالكعبة فيتصور جهال العامة أن الصلاة إليها كالصلاة إلى الكعبة وبقى بقية من البيت من جهة الشمال وفيه اليوم صندوق مربع من خشب فيه اسطوان وخلفه محراب.
قال الحافظ محب الدين : ولما ولى المتوكل الخلافة أمر إسحاق بن سلمة وكان على عمارة الحرمين من قبله بأن يازر الحجرة المقدسة بالرخام من حولها ففعل ولم يزل إلى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة فى خلافة المقتفى فجدد ناريز جمال الدين الأصبهانى وجعل الرخام حولها قامة وبسطة وهو الذى عمل الشباك الدائر بالحجرة المقدسة (ق ٢٢١) الملاصق بالسقف وهو الذى احترق ، وكان من خشب الصدف والأبنوس مكتوبا باقطاع الخشب الاردايك سورة الإخلاص صنعة بديعة ولم يزل حتى عمل لها الحسين