ارضهم ، وقيل أرسل عليهم ماء أحمر فخرب السد وتمزق من سلم منهم فى البلاد.
وكان السد فرسخا فى فرسخ ، بناه لقمان الأكبر العادى للدهر على زعمه ، وكان يجتمع إليه مياه اليمن من مسيرة شهر ، وتقدم فى الباب قبل هذا قصته طريق الكاهنة ، وما قالت لقومها وانها قالت لهم : من كان منكم يريد الراسيات فى الوحل المطمعات فى المحل فليلحق بيثرب ذات النخل ، فلحق بها الأوس والخزرج فوجدوا الآطام والأموال والقوة لليهود فعاملوهم زمانا ، فصار لهم مال وعدد.
فمكث الاوس والخزرج معهم ما شاء الله ، ثم سألوهم ان يعقدوا بينهم الجوار او حلفا (ق ٧) يأمن به بعضهم من بعض ويمتنعون به ممن سواهم ، فتعاقدوا وتحالفوا واشتركوا وتعاملوا ، فلم يزالوا على ذلك زمانا طويلا حتى قويت الأوس والخزرج وصار لهم مال وعدد ، فلما رأت قريظة والنضير حالهم خافوا أن يغلبوهم على دورهم وأموالهم فتنمروا لهم حتى قطعوا الحلف الذى كان بينهم وكان النضير أعد وأكثر فأقامت الأوس والخزرج فى منازلهم وهم خائفون أن تجليهم يهود حتى نجم منهم مالك بن عجلان اخو بنى سالم بن عوف بن الخزرج.
ذكر قتل اليهود
واستيلاء الأوس والخزرج على المدينة
لما نجم مالك بن عجلان سوده الحيان عليهما فبعث هو وجماعة قومه إلى من وقع بالشام من قومهم يخبرونهم حالهم ويشكون إليهم غلبة اليهود لهم ، وكان رسولهم الرمق ابن زيد بن امرئ القيس أحد بنى سالم بن عوف من الخزرج ، وكان قبيحا دميما شاعرا بليغا فمضى حتى قدم الشام على ملك من ملوك غسان الذين ساروا من يثرب إلى الشام يقال له (ق ٨) أبو جبيلة (١) من ولد حفنة بن عمرو بن عامر ، وقيل كان أحد بنى
__________________
(١) واسمه عبيد بن سالم بن مالك بن سالم.