ما جاء فى غبار المدينة الشريفة
تقدم فى باب الفضائل حديث غبار المدينة الشريفة وشفائه من الجذام.
قال ابن عمر رضى الله عنهما إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما دنا من المدينة منصرفه من تبوك خرج إليه يتلقى أهل المدينة من المشايخ والغلمان ثار من آثارهم غبار فخمر بعض من كان مع رسوله الله صلىاللهعليهوسلم أنفه من الغبار فمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم يده فأماط بها عن وجهه ، وقال «أما علمت أن عجوة المدينة شفاء من السم وغبارها شفاء من الجذام».
وعن إبراهيم بن الجهيم (١) ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتى بنى الحارث فإذا هم ووبى فقال : «ما لكم يا بنى الحارث ووبى» قالوا : يا رسول الله أصابتنا هذه الحمى ، قال : «فأين أنتم عن صعيب؟» قالوا : يا رسول الله ما نصنع به؟ قال «تأخذون من ترابه فتجعلونه فى ماء ثم يتفل عليه أحدكم ويقول باسم الله تراب أرضنا بريق بعضنا شفاء لمريضنا بإذن ربنا» ففعلوا فتركتهم الحمى.
قال أبو القاسم (ق ٣٣) طاهر بن يحيى العلوى (٢) صعيب وادى الطعان دون الماجشونية وفيه حفرة يأخذ الناس منها وهى اليوم إذا أصاب وباء إنسان أخذ منها ، قال الحافظ محمد محب الدين بن النجار (٣) : رأيت هذه الحفرة والناس يأخذون منها وذكروا أنهم جربوه فوجدوه صحيحا ، قال : وأخذت أنا منها أيضا.
__________________
(١) الثابت هو إبراهيم بن على بن حسن بن على بن أبى رافع المدنى ، مولى النبى صلىاللهعليهوسلم.
روى عن النبى صلىاللهعليهوسلم وعن أبيه وعمه أيوب وكثير بن عبد الله وغيرهم ، ثقة.
(٢) هو الفقيه والمحدث العلوى أبو القاسم طاهر بن يحيى العلوى ، ثقة ، له ذكر فى بعض المصادر.
روى عنه ابن خلكان فى وفيات الأعيان.
(٣) هو محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن أبو عبد الله محب الدين بن النجار مؤرخ حافظ للحديث ، من أهل بغداد ، مولده سنة ٥٧٨ ه ، ووفاته سنة ٦٤٣ ه ، رحل إلى الشام ومصر والحجاز وفارس وغيرها ، واستمر فى رحلته ٢٧ سنة ، من كتبه «الكمال فى معرفة الرجال» تراجم و «ذيل تاريخ بغداد لابن الخطيب» و «نزهة الورى فى أخبار أم القرى» و «نسبة المحدثين إلى الآباء والبلدان» و «مناقب الشافعى» و «العقد الفائق فى عيون أخبار الدنيا ومحاسن الخلائق» و «الأزهار فى أنواع الأشعار» و «الزهر فى محاسن شعراء أهل العصر».