مقدمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على أفضل خلق الله
سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وأصحابه ...
وبعد :
فإن التراث كنوز الشعوب والأمم ، فهو الخالد الباقى على مر عصور الزمان ، وتتمتع الأمة الإسلامية بثراء هذه الكنوز ، والمدينة المنورة من المدن التى ذكرت فى كتاب الله العزيز والأحاديث النبوية ، فهى معقل من معاقل الدعوة المحمدية الزكية ، وقد كتب عدد لا بأس به من المؤرخين والجغرافيين والمحدثين والمفسرين عن المدينة المنورة وأيضا عن مكة بطريقة دقيقة ومنظمة نذكر منهم الأزرقى وابن ظهيرة والعاقولى والفاسى وابن النجار والسيوطى.
فقال الجغرافى ياقوت الحموى عن المدينة (١) «لهذه المدينة تسعة وعشرون اسما وهى : المدينة وطيبة وطابة والمسكينة والعذراء والجابرة والمحبة والمحببة والمجبورة ويثرب والناجية والموفية وأكالة البلدان والمباركة والمحفوفة والمسلمة والمجنة والقدسية والعاجمة والمرزوقة والشافية والخيرة والمحبوبة والمرحومة وجابرة والمختارة والمحرمة والقاحمة وطبايا».
قال الزبير بن بكار فى كتابه «أخبار المدينة» بلغنى أن للمدينة فى التوراة أربعين اسما.
وقال عبد الله بن جعفر بن أبى طالب : سمى الله المدينة «الدار والإيمان» لقوله تعالى : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ)(٢).
__________________
(١) معجم البلدان ٥ / ٨٣.
(٢) ٩ م الحشر ٥٩.