ثم قال رحمهالله تعالى : وأما عين النبى صلىاللهعليهوسلم التى ذكر ابن النجار فليست تعرف اليوم وإن كانت كما قال عند الكهف المذكور فقد نثرت وعفا أثرها.
ذكر جبل أحد والشهداء
قد تقدم فى كتاب (ق ٥٨) الفضائل ذكر فضل جبل أحد والأحاديث الواردة فى ذلك وتقدم معنى قوله صلىاللهعليهوسلم فى الحديث فى أحد «يحبنا ونحبه» وتقدم أيضا حديث «اثبت أحد فإنما عليك نبى وصديق وشهيدان» قيل إن قوله صلىاللهعليهوسلم هذا إشارة عما أحدثه موسى عليهالسلام لما اختار السبعين للميقات واوقع فى نفوسهم ما وقع تزلزل الجبل فكأنه صلىاللهعليهوسلم أشار إلى أنه ليس عليك ممن يشك كقوم موسى.
وعن جابر بن عتيك (١) عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خرج موسى وهارون عليهماالسلام حاجين أو معتمرين فلما كانا بالمدينة مرض هارون عليهالسلام فثقل فخاف موسى عليهالسلام عليه اليهود فدخل به أحد فمات فدفنه فيه» وقيل : مات موسى وهارون عليهماالسلام فى التيه ، وقبر موسى عليهالسلام معروف بالقدس فى أول التيه يزار.
وعن أنس رضى الله عنه ان النبى صلىاللهعليهوسلم قال : «لما تجلى الله عزوجل لجبل طور سينا فصار لعظمة الله ستة أجبال فوقعت ثلاثة بالمدينة : أحد وورقان ورضوى (ق ٥٩) ووقعت ثلاثة بمكة : ثور ويثرب وحراء».
قال الشيخ جمال الدين : فأحد معروف وهو شمالى المدينة وأقرب الجبال إليها ، وهو على نحو فرسخين منها ، وقيل على نحو أربعة أميال وغيرها مقابلة فى قبلة المدينة ، والمدينة بينهما ، وورقان قبل الشعب على ما بين الشعب والروحى الى القبلة.
واستشهد بأحد سبعون رجلا ، أربعة من المهاجرين وهم : حمزة بن عبد المطلب ،
__________________
(١) هو جابر بن عتيك بن قيس الأسود الأنصارى. يقال إنه شهد بدرا ولم يثبت ، وشهد ما بعدها.
روى عن النبى صلىاللهعليهوسلم ، وعنه ابناه أبو سفيان وعبد الرحمن ، وابن أخيه عتيك بن الحارث بن عتيك.
مات سنة ٦١ ه.