اعلم أن النبى صلىاللهعليهوسلم قد عقد حلفا بين بنى النضير من اليهود وبين بنى عامر ، فعدا عمرو بن أمية الضمرى من بنى النضير على رجلين من بنى عامر فقتلهما ، فأتى النبى صلىاللهعليهوسلم بنى قريظة يستعينهم فى دية القتيلين ، فقالوا : نعم. ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا : انكم لم تجدوا الرجل على مثل حاله هذا ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قاعدا إلى جنب جدار من بيوتهم ، فمن رجل يعلو هذا البيت فيلقى صخرة ، فصعد أحدهم لذلك. فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم الخبر من السماء فقام ورجع إلى المدينة وأخبر أصحابه الذين معه منهم أبو بكر وعمر رضى الله (ق ٧٢) عنهم وأمرهم بالتهيؤ لحربهم ، وسار حتى نزل بهم فى شهر ربيع الآخر سنة أربع بعد الهجرة فتحصنوا فى الحصون فأمر النبى صلىاللهعليهوسلم بقطع نخيلهم وبحرقها ، وقذف الله تعالى فى قلوبهم الرعب ، فسألوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يجليهم ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا السلاح ، ففعل فخرجوا إلى خيبر ومنهم من سار إلى الشام ، وخلوا الأموال فقسمها رسول الله صلىاللهعليهوسلم على المهاجرين الأولين دون الأنصار إلا أن سهل بن حنيف وأبا دجانة سماك بن خراشة ذكرا فقرا فأعطاهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولم يسلم من بنى النضير إلا رجلين يامين بن عمرو وأبو سعد بن وهب أسلما على أموالهما فأحرزاها فأنزل الله تعالى فى بنى النضير سورة الحشر بأسرها ، وكانت نخيل بنى النضير تسمى بويرة ، وقيل بويرة اسم بلدة أو موضع من مواضع بنى النضير.
ذكر حفر الخندق
حفر رسول الله صلىاللهعليهوسلم الخندق يوم الأحزاب ، وذلك أن نفرا من بنى النضير الذين أجلاهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم (ق ٧٣) وكانوا بخيبر ، وكان رئيسهم حيى بن أخطب قدم هو ورؤساء قومه إلى مكة على قريش فدعوهم لحرب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأطاعتهم قريش وغطفان بمن جمعوا.