ذكر مصلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الليل
روى عيسى بن عبد الله (١) عن أبيه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يطرح حصيرا كل ليلة إذا انكفت الناس وراء بيت على رضى الله تعالى عنه ثم يصلى صلاة الليل. قال عيسى وذلك موضع الأسطوانة الذى مما يلى الدورة على طريق النبى صلىاللهعليهوسلم.
وعن سعيد بن عبد الله بن فضيل (٢) قال : مر بى محمد ابن الحنفية وأنا أصلى اليها فقال لى أراك تلزم هذه الأسطوانة هل جاءك فيها أثر؟ قلت : لا ، قال فالزمها فإنها كانت مصلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم قال قلت هذه الاسطوانة. قال : نعم.
قال الشيخ جمال الدين : وهذه الأسطوانة خلف بيت فاطمة رضى الله تعالى عنها والواقف المصلى إليها يكون باب جبريل المعروف قديما بباب عثمان رضى الله تعالى عنه على يساره وحولها الدرابزين الدائر (ق ٩١) على حجرة النبى صلىاللهعليهوسلم وقد كتب فيها بالرخام هذا متهجد النبى صلىاللهعليهوسلم.
قال الحافظ محب الدين : بيت فاطمة رضى الله تعالى عنها من جهة الشمال وفيه محراب إذا توجه المصلى إليها كانت يساره إلى باب عثمان رضى الله تعالى عنه.
ذكر قصة الجذع
عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان رسول الله يخطب يوم الجمعة إلى جنب خشبة مسندا ظهره إليها فلما كثر الناس قالوا : ابنوا له منبرا فبنوا له منبرا له عتبتان ، فلما قام على المنبر يخطب حنت الخشبة إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قال أنس : فأنا فى المسجد فسمعت الخشبة تحن حنين الواله فما زالت تحن حتى نزل إليها فاحتضنها فسكنت ، وكان الحسين إذا حدث بهذا الحديث بكى وقال يا عباد الله
__________________
(١) هو عيسى بن عبد الله بن أنيس الأنصارى روى عن أبيه وعنه عبد الله بن عمر ، وثقة ابن حبان.
(٢) وثقة ابن حبان ، مات سنة ١٣٠ ه.