وإن فقدوا لم تبق في القوم ثلمة |
|
فسيّان من حاليهم البعد والقرب (٩٣) |
بعكس بدور تشرق الأرض إن بدوا |
|
وإن ذكروا فالمسك والمندل الرّطب (٩٤) |
وإن ظعنوا لا يبرم الأمر دونهم |
|
عليهم يدار السّلم أو تعقد الحرب |
يقومن بالعبء الثّقيل عن الورى |
|
ولم يك منهم لا رياء ولا عجب |
فلم يمرحوا والنّاس تنسل إثرهم |
|
ولم يخضعوا والنّاس في حربهم إلب (٩٥) |
لهم جدد بيض بكلّ ثنيّة |
|
من المجد لم ينحث حجارتها صلب (٩٦) |
تسامت على من قد يروم صعودها |
|
علوّا فلم يفرع أعاليها ندب |
أصاروا طريق القوم ميثاء لا حبا |
|
فلا يختشي سار ضلالا ولا يكبو (٩٧) |
أقرّوا عمود الدّين في مستقرّه |
|
فما زعزعته عواصفها النكب |
عتادهم أيد طوال إلى العلا |
|
وصارم عزم لا يفلّ له غرب |
__________________
(٩٣) الثلمة : الخلل.
(٩٤) المندل : العود الطيب الرائحة.
(٩٥) الألب : القوم تجمعهم عداوة واحد.
(٩٦) الجدد : الأرض الغليظة لمستوية.
(٩٧) أرض ميثاء : لينة سهلة من غير رمل
ـ اللاحب : الطريق الواضح.