وانقاد وامتثل لأمر الحق تعالى ، عندما ودّع الدنيا بين سبزوار وخسروجرد ، ومرقده في قرية خسروآباد ببيهق ، وقيل في رثائه الكثير ، وأحكمه :
أبا رفاعة قد أوقدت في كبدي |
|
نارا تقطّع منها القلب والكبد |
أبا رفاعة قد أمسيت منفردا |
|
بأرض بيهق لا أهل ولا ولد |
وكيف حال امرئ قد عال ناصره |
|
وكيف حال يد قد خانها العضد |
زهير بن ذؤيب وابن بشر الأنصاريّ
ماتا ببيهق ، فقال فيهما الحريش ؛ الأبيات للحريش لا للحصين ، كذا وصلت إلينا بالأسانيد الصحيحة العالية (١) :
أعينيّ إن أنزفتما الدمع فاسكبا |
|
دما لا رضى لي غير أن تسكبا دما |
على فارس لا يسقط الروع رمحه |
|
إذا كان صوت المرء خوفا تغمغما |
أعاذل إنّي كلّ يوم كريهة |
|
أكرّ إذا ما فارس القوم أحجما |
أ عاذل قد قاتلت حتى تبددت |
|
رجالي وحتى لم أجد متقدما |
أ بعد زهير وابن بشر تتابعا |
|
وورد أرجّي في خراسان مغنما؟ |
أتاه نعيم يبتغيه فلم يجد |
|
ببيهق إلا جفن سيف وأعظما |
وإلا بقايا رمّة لعبت بها |
|
أعاصير سابزوار حولا مجرّما |
ويروى «أعاصير نيسابور» ، فزهير بن ذؤيب العدويّ من بني عامر بن مالك ، وابن بشر هو عثمان بن بشر.
__________________
(١) هو الحريش بن هلال السّعديّ ، وقد ذكر ياقوت في معجم البلدان (١ / ٨٠٤) ثلاثة أبيات منها قال إنها في رثاء قطن ، ويبدو أنه هو الصواب حيث سيذكر البيهقيّ في الترجمة التالية بيتين منها أيضا.