قنبر مولى وحاجب أمير المؤمنين علي
استوطن بيهق مدة ، وتزوج فيها ، وقبره بنيسابور حيث مسجد هاني ، وهاني الذي سمي ذلك المسجد باسمه ، هو من أولاد قنبر ، وهو هاني بن قنبر ، ومن عقبه علي بن جمعة بن هاني (١) ، والسليطيون بنيسابورهم من أولاده ، وهذا البيت معروف ، وقد ولد لقنبر في سبزوار ولد اسمه شادان بن قنبر ، وإليه ينسب مسجد شادان بسبزوار ، وقد ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في المجلد السادس من التاريخ ، وكان من أعقاب شادان ببيهق جعفر بن نعيم بن شادان بن قنبر (٢).
فصل في ذكر فتح بيهق
في سنة ثلاثين من الهجرة ، ورد عبد الله بن عامر بن كريز إلى ديورة عن طريق كرمان ، ومر على بيهق ، فقال أهل بيهق : إذا آمن أهل نيسابور فنحن نؤمن أيضا [٢٦] ولم يحاربوا عبد الله بن عامر بن كريز وجيش الإسلام (٣).
وصل عبد الله نيسابور ، وأقام أربعة اشهر فيها ، وأرسل الربيع الحارثي إلى سجستان ، والأحنف بن قيس إلى قهستان ، واتجه هو إلى سرخس ، إلا أن حلول الشتاء ، وتراكم الثلوج على جسر طوم ، جعلاه يرى المصلحة في العودة إلى نيسابور
__________________
(١) ترجم له الحاكم (تاريخ نيسابور ، ٩١) ، وفيه «وهو ممن ولد بنيسابور فإن هاني سكنها عند وروده مع جعدة بن هبيرة. وآل قنبر عندنا بنيسابور بيت كبير وخطتهم باب الري».
(٢) ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور (ص ١٥٨) وكناه بأبي محمد ، وفي علل الشرائع (١ / ٦٧) : الحاكم أبو محمد ، وكذلك في عيون أخبار الرضا (١ / ١٩ ومواضع أخر منه حيث يروي عنه الشيخ الصدوق المتوفى سنة ٣٨١ ه بشكل مباشر).
(٣) ورد في فتوح البلدان (٣ / ٥٠٠) : أن عبد الله بن عامر بن كريز أرسل «الأسود بن كلثوم العدويّ ـ وكان ناسكا ـ إلى بيهق فدخل بعض حيطان أهله من ثلمة كانت فيه ، ودخلت معه طائفة من المسلمين ، وأخذ العدو عليهم تلك الثلمة ، فقاتل الأسود حتى قتل ومن معه. وقام بأمر الناس بعده أدهم بن كلثوم ، فظفر وفتح بيهق».