وصوفية الدينور ؛ واللصوص والمتوارون بنواحي الري ؛ وأكلة زهّاد خوارزم ؛ وأدباء بيهق.
والهدف من هذه النسب ، أنه لا يوجد في أي موضع آخر من أمثال تلك التي ذكرناها [٢٩] إلا في تلك النواحي والبلاد.
قال المأموني لأبي عباد يهجوه (١) :
زهو خراسان وتيه النّبط |
|
ونخوة الخوز وغدر الشّرط |
اجتمعت فيك ، ومن بعد ذا |
|
إنك رازيّ كثير الغلط |
وقال آخر (٢) :
بياض خراسان ولكنة فارس |
|
وجثّة روميّ وشعر مفلفل |
فصل في ذكر آفات وأمراض البلدان
يوجد في كل بلد آفة ومرض قبيح ففي مصر : البرغوث والحصبة والوباء ، وقلة المطر ، فإذا نزل جلب الضرر ، قال الشاعر (٣) :
وما خير قوم تجدب الأرض عندهم |
|
بما فيه خصب العالمين من القطر |
وقال الجاحظ : إذا تواصلت بمصر ريح الجنوب ، التي يسمونها المريسية ثلاثة
__________________
(١) أبو طالب عبد السلام بن الحسين المأموني المتوفى سنة ٣٨٣ ه الشاعر الذي يتصل نسبه بالمأمون العبّاسيّ (الأعلام ، ٤ / ٥) ، ترجم له الثّعالبيّ في اليتيمة (٤ / ١٩٥ وما بعدها) وذكر مقطعات من شعره. وفي الأصول : قال المأموني لأبي عبادة ، والتصويب من ثمار القلوب (ص ٢٣٨) وفيه : «دخل أبو عباد ثابت بن يحيى إلى المأمون وهو يختال فقال المأمون : زهو خراسان وتيه النبط ...».
(٢) ذكره الثّعالبيّ (ثمار القلوب ، ٢٣٩) بقوله : (ما أنشده الأصمعيّ).
(٣) من قصيدة في ثمار القلوب (ص ٦٥٦) بلا عزو أولها :
يقولون مصر أخصب الأرض كلها |
|
فقلت لهم بغداد أخصب من مصر |