وقد بنيت هذه المدينة على شكل التعبئة العسكريّة ، فربع جلين وحدوده المقدمة ، وربع زميج وخواشد كالميمنة ، وربع طبس وحدوده كالميسرة ، ومن سبزوار إلى خسروجرد كالقلب ، ومن خسرو جرد إلى أسد آباد على شكل الساقة ، ولذا تدعى هذه المنطقة قدم البلدة ، ولسان الحال يقول :
لا يدور الأمر مدار العاقل والجاهل |
|
وليس الحكم على ما هو ظاهر |
أن يدمى قلبك وتموت إثره |
|
أفضل من أن تعيش حياتك مع وضيع |
وفي سنة خمس وخمسين وخمس مئة وصل من أطراف يوزكند (١) ، جمع من العلماء وهم في طريقهم لزيارة الكعبة ، وكان قسم منهم من قرى : إيزي وراز وساسان آباد يوزكند ، قرأوا عليّ شيئا من التفاسير ، وأخذوا مني إجازات في الأحاديث.
[٤٢] فصل : وقد أفاض الناس في الانتقاص من ساسان هذا ، وأطالوا ألسنتهم بتفصيل دناءة همته ، وكان أبوه قد رأى بفراسته أنه غير لائق للملك.
انظر لذلك الغصن وذلك الجذر |
|
وصن ذلك العهد والتاريخ |
قال أبو ساسان لولده : اغرب عن وجهي |
|
ولتكن أبدا مسودّ الوجه متألما |
انقلبت الأمور رأسا على عقب |
|
واسودّ كل الزمان بوجهه |
وأصبح العالم في قلبه تافها |
|
وامتلأت لذلك روحه بالألم |
سأعمر البلاد كلها الآن |
|
وأصبح أميرا على هذه الأغنام |
وهذا هو شأن دار الخديعة |
|
إذ يكون الانحدار فيها بعد كل ارتفاع |
أصبح أملي بالملك هباء |
|
فليأت العدو ويشمت بي |
فلو جاء الموت لأراحني |
|
من هذا العناء المريع |
__________________
(١) هي أوزكند التي قال ياقوت (١ / ٤٠٤) إنه يقال لها أيضا أوزجند وهي بلد في ما وراء النهر من نواحي فرغانة. وفي حدود العالم (ص ١٣١) أنها بين فرغانة وبلاد الترك.