مدة أربعين يوما بلياليها ، وقد خرب كثير من المساكن والمواطن.
وكان زحل في تلك السنة في برج الدلو ، ودخل في برج الحوت ، وكان المشتري في الثور ، والجوزاء والمريخ في الأسد قبالة زحل ، وقال بعض الأفاضل في وصف تلك الزلزلة :
زلزلة زلزلت بها كبدي |
|
حلّت بأعلى محلّة البلد |
هم يرصدون الحياة دانية |
|
لكن صرف الزمان في الرّصد |
وقال نصر بن يعقوب (١) :
يا سعد إني أرّقتني رجة |
|
ماجت بها الأرواح في الأجسام |
ماجت بها الأرض الفضاء كأنها |
|
فرس تنفّض بعد نزع لجام |
وقال بعض فضلاء بيهق (٢) من قصيدة فيها :
تتابعت الأنباء من أرض بيهق |
|
يحدث عنها طول ليلي سميرها |
بأن مغانيها تداعت وزلزلت |
|
وطحطح منها بالقبيل دبيرها |
وأضحت بقيعا صفصفا بعد أنسها |
|
وصارت خرابا دورها وقصورها |
وقد خلت الأسواق من كل سوقة |
|
ولم ينج في دار الأمير أميرها |
__________________
(١) أبو سعد الدينوري ، أديب وكاتب معاصر للثعالبي الذي ترجم له في يتيمة الدهر ، ٤ / ٤٤٩ ، وذكر مؤلفاته ومختارات من أدبه (انظر أيضا : مقدمة الجماهر ، ١٤ ـ ١٥).
(٢) سيذكر المؤلف المؤلف لاحقا في ترجمة داود بن طهمان أن هذه الزلزلة حدثت في قومس ، وأن ابن طهمان نظم قصيدة فيها. وفي الكامل في التاريخ (٨ / ٣١٠) حوادث ٤٤٤ ه : كان بخراسان زلزلة عظيمة وكان أشدها ببيهق ، فأتى الخراب عليها وخرب سورها ومساجدها ، ولم يزل سورها خرابا إلى ٤٦٤ ه ، فأمر نظام الملك ببنائه فبني ، ثم خربه أرسلان أرغو بعد موت السلطان ملك شاه ، ثم عمره مجد الملك البلاستاني.