المزينانيّ (١) ، بأن مضى به صعودا على نفس أسسه الأولى حتى بلغ به حد الكمال.
أما طالع بيهق فهو برج الثور ـ كما ورد في كتاب طوالع البلدان (٢) ـ الدرجة الثالثة عشر ، حيث زحل مع ذنبه في الدلو ، والمشتري في الحوت ، والمريخ في الجدي مع الشمس ، والقمر وعطارد مجموعان في الجدي ، والزهرة في الدلو ، والله أعلم.
فصل : وقد خطب داود بن ميكائيل بن سلجوق باسم السلطان ألب أرسلان محمد بن جغري (٣) بيك ، في القصبة ، يوم الجمعة ، العاشر من المحرم ، سنة خمس وخمسين وأربع مئة.
وكان ملك البلغار وتلك النواحي التي تدعى بمجموعها البلغر ، الأمير أبو إسحاق ، إبراهيم بن محمد بن يلطوار (٤) ، قد رأى في المنام ، وهو في بلدته ، في سنة خمس عشرة وأربع مئة من قال له : يجب عليك أن ترسل مالا إلى نواحي نيسابور ، إلى بيهق لكي ينفق على المسجد الجامع بسبزوار وخسروجرد ، ويصرف في عمران الجامعين المذكورين ، فأرسل مالا وافرا ، وقام ملك خراسان من جانبه بإرسال هدايا نفيسة له لم ير أحد مثلها ، وكانت من عجائب الدنيا ، كما أنفق ذلك المال في عمران الجامعين المذكورين في نفس التاريخ. رحمة الله عليهم أجمعين.
__________________
(١) سيترجم له المؤلف بشكل عرضي فيما بعد ، ولقبه تاج الدين.
(٢) لم نهتد إلى مؤلفه.
(٣) يصادف هذا التاريخ الوقت الذي تسنّم فيه ألب أرسلان العرش وظل فيه حتى ٤٦٥ ه.
(٤) في مخطوطة المتحفة البريطانية : بلطوار ، وفي مخطوطة برلين : قلطوار ، وأخذنا بما ورد في رسالة ابن فضلان (ص ٦٧ ، ١١٧) حيث ذكر اسم ملك البلغار هناك : ألمش بن يلطوار ، وهؤلاء هم بلغار نهر الفولغا.