[٥٤] لم يكن ذكر بيت الشرف ـ وذلكم هو بيت النبوة ـ هدفا لكتابنا هذا ، لأننا ألفنا في ذلك كتابا مستقلا ، قربة إلى الله تعالى ، وهو كتاب لباب الأنساب وألقاب الأعقاب ، وقع في مجلدين اثنين من القطع النصفي ، وقد ذكرنا فيه كل ما يتعلق بذكر شرف وتفاصيل نسب كل واحد منهم ومفاخره ، على حسب القدرة والعلم (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)(١) :
كرام لهم علم وجاه ورفعة |
|
ولا جزر في بحر الزمان لمدّهم |
وقد كبروا عن طوق مدحي ومنطقي |
|
أأمدح من جبريل مادح جدّهم؟ |
* * *
إن كل من كان جده محمدا |
|
كان له العالم عزا سرمدا |
إذا صنع شيئا بقدر الخاتم |
|
فلن يكون فصه سوى كوكب المشتري |
بيوت سادات بيهق أقر الله تعالى بهم عيون جدهم وأبيهم وأمهم يوم القيامة
لم يكن السادات مقيمين في هذه المدينة ، وأكثرهم انتقل إليها من نيسابور وغيرها ، وكان أول علوي انتقل إلى هذه البلدة هو السيد الزاهد أبا الحسن محمد بن أبي منصور ، ظفر بن محمد بن أحمد زبارة الغازي (٢) ؛ وكان يقال له بلاس بوش ، لأنه
__________________
(١) سورة يوسف ، الآية ٧٦.
(٢) تاريخ نيسابور ، ١٨٣ ، وفيه : المصنف العالم ؛ يتيمة الدهر ، ٤ / ٤٨٦ ؛ بغية الوعاة ، ١ / ٢٢ ، وفيه أنه توفي في شوال ٤٠٣ ، وشرح أحد أحفاده سبب تلقيب هذه الأسرة ب «زبارة» فقال : «كان جدي أبو الحسين محمد بن عبد الله من أهل المدينة ، وكان شجاعا شديد الغضب وكان إذا غضب يقول جيرانه : قد زبر الأسد فلقب بالزّبارة» (لباب الأنساب ، ٢ / ٤٩٢ ؛ الأنساب ، ٣ / ١٣٧). وقد ذكر ابن عنبة (عمدة الطالب ، ٣٤٧) أنه يلقب ب «بلاس بوش» وكذلك المؤلف في لباب الأنساب ، ٢ / ٦٩٧.