ومنادمته ، قال :
أنت الملك الذي أشار النبي |
|
إلى ملك أمته في آخر الزمان |
أنت الفخر إلى يوم القيامة |
|
فأصلك وجوهرك من ألب أرسلان |
واتفق أنني ذهبت في ذلك اليوم إلى الحضرة وقلت خطبة افتتحتها بهذا الحديث : «زويت لي الأرض ، فأريت مشارقها ومغاربها ، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها» (١) ، وشرحت ذلك بأن وصول ظلال الرايات السّلطانيّة إلى أطراف وأكناف العالم هو معجزة المصطفى ، وأنه عليهالسلام قد أنبأ بهذا.
ثم إن الأمير محمدا رحمهالله ، مرض في مسجد بناه صاحب جيش الإسلام عبد الله بن عامر بن كريز ، في رزناباد الأعلى بناحية جوين ، فلما نقل إلى قنوز آباد جوين ، قضى نحبه وانتقل إلى العقبى في يوم الثلاثاء غرة ربيع الأول سنة سبع وعشرين وخمس مئة ، ومات أخوه الأمير أبو علي في صفر سنة عشرين وخمس مئة ، وكنت عند وفاة محمد في مدينة الري ، وكتب لي صديق خبر وفاته في هذين البيتين :
ذهب أمير العالم وخلّف اسمه المحمود |
|
وفي الجنة ، قرأ منشور الدولة الأبدية |
لم ير العالم مثل ذاته ما دام حيا |
|
إذ لم يبق في العالم رجل له هذه الذات |
والعقب من الأمير الإسفهسالار الرئيس الأجل ضياء الدين : ملك الرؤساء أبو الحسن [١٠١] زنكي ، وكانت ولادته في شهور سنة ست عشرة وخمس مئة ، والعقب منه : الأمير محمد ، وبنات درجن ؛ والأمير الرئيس مؤيد الدين الحسن ، وكانت ولادته في سنة ست عشرة وخمس مئة ، وأمه أم ولد أخرى ، والأمير الرئيس الأجل علي ، وكانت ولادته سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة.
__________________
(١) الفردوس بمأثور الخطاب (٢ / ٢٩٦) ؛ التمهيد لابن عبد البر (١٥ / ١٤١) ؛ غريب الحديث لابن سلام (١ / ٣) ؛ مجمع البيان (٧ / ١١٩) ؛ البداية والنهاية (٦ / ٢٩٦) ؛ مسند الشاميين (٤ / ٤٤).