الحسن (١) ، إلى ولاية نيسابور للقضاء والفتوى بأمر السلطان محمود بن سبكتكين ورعاية الوزير أحمد بن الحسن الميمنديّ الملقب بشمس الكفاة (٢) ؛ وقد بقي في قضاء نيسابور بالأصالة مدة ، وأخرى نيابة عن قاضي القضاة عماد الإسلام أبي العلاء صاعد بن الإمام الأديب أبي سعيد محمد بن أحمد (٣) ، ثم طلب إعفاءه ، واشترى بناحية بيهق ضياعا في قرية سرمستانة من حدود القصبة وأقام هناك ، وناب عنه في قضاء هذه الناحية الحاكم أبو الحسن العزيزيّ بينما أو كل قضاء بسطام ودامغان لابنيه ، وهما أبو سعد الحسن وأحمد.
انتقل الحاكم الإمام مفتي الأمة إمام الآفاق أبو سليمان فندق بن أيوب بناحية بيهق إلى جوار رحمة الله تعالى ، ليلة الجمعة التاسع من شوال سنة تسع عشرة وأربع مئة.
والعقب من أبي سعد الحسن : الفقيه أبو نصر محمد وله علي.
والعقب من أحمد : محمد وعلي وبنتان.
وكان الحاكم الإمام أبو علي راتق فتوق المشاكل الشرعية ، وإليه الرجوع في معضلات الفتاوى ؛ وقد ناب مرات عديدة عن قاضي القضاة أبي علي الحسن بن إسماعيل بن صاعد بقضاء نيسابور ، ومرات بقضاء بيهق.
ولما ذهب لزيارة الكعبة ، صدر من ديوان السلطان طغرل بك محمد بن ميكائيل
__________________
(١) هو جدّ المؤلف وتوفي سنة ٤١٩ ه ، ترجم له في مجمع الآداب (٥ / ٤٢٨) وفي المنتخب من السياق (ص ٤٥٨) ولقبه بالفقيه الحاكم البستيّ.
(٢) تولى الوزارة سنة ٤٠٠ ه وظل فيها حتى ٤١٦ ه حيث عزل وسجن. استوزره مسعود بن محمود ، وبعد سنتين من عمله توفي سنة ٤٢٤ ه (مجمل فصيحي ، ٢ / ١١٣ ؛ فرهنك فارسي ، مادة ميمندي).
(٣) الملقب بالاستوائيّ (٣٤٣ ـ ٤٣٢ ه) قال عنه فصيح «انتهت إليه رئاسة الحنفيّين بخراسان» (مجمل فصيحي ، ٢ / ٤٣٢).