الذي كان كاتب السلطان محمود ، وقد كتب الشيخ أبو القاسم هذا الرسائل التي ذهبت إلى ملوك البلدان.
وعند ما عزم السلطان محمود على التوجه إلى الري ، كتب رسالة إلى ولده السلطان مسعود طلب فيها أن يعيره الشيخ أبا القاسم الكاتب وهذه هي الرسالة :
من المعلوم أننا في هذا الوقت الذي اتجهنا فيه إلى بلاد الري ، نرى من الواجب وعلى سبيل الحزم والاحتياط ، أن نعيّن رجلا سديدا وذكيا لكي يستخلص لنا دقائق الرسائل والقصص ويعرضها علينا ، ولا يستطيع ذلك الغريب عنا ؛ ولا يمكن أن نعيد الشيخ أبا نصر بن مشكان إلى هذا العمل ، ولما كان الشيخ أبو القاسم قد أدى هذا العمل فيما مضى ، وهو رجل هرم وليس مشغولا بمعاقرة الخمر ، ونعلم أن له ابنا لا يقصر في مهامنا ، لذا نرى أن تسارعوا إلى إرسال ابنه ذاك ليكفينا أمر هذا العمل ، إن كان لا يرى مانعا في الاشتغال فيما نحن فيه ، وأن يختار له هناك نائبا يحل محله ، حتى ينتهي من عمله معنا فيعود إلى عمله السابق ، إن شاء الله.
وكان واحدهم يدعى العنبريّ بحكم النسب ، والكاتب بحكم الصناعة.
وقد ظل الشيخ محمد بن أميرك الكاتب حيا إلى الوقت الذي فتح فيه السلطان الأعظم سنجر غزنين (١) ، وبقي من أولاده وأحفاده هناك أكابر وأكارم كثيرون [١٢٢] وكان بيتهم بيت العلم والزهد ، ولأنهم قد خاضوا في أعمال السلطان ، فقد اضطرب الأمر على البعض منهم.
__________________
الغزنوي وابنه مسعود ، كان من الكتّاب المفلقين باللغتين العربية والفارسية ، توجد أنموذجات من نثره في تاريخ البيهقي (مجمل فصيحي ، ٢ / ١٦١ ؛ فرهنك فارسي ، أبو نصر مشكان).
(١) يحتمل أن يكون ذلك سنة ٥١١ ه وهي السنة التي قاتل فيها السلطان سنجر بن ملك شاه أخاه سلطان الدولة أرسلان شاه في غزنة وانتصر عليه وسجنه (مجمل فصيحي ، ٢ / ٢٢١).