قال علي بن عيسى بن حرب : حدثنا مكي بن إبراهيم ، قال أخبرنا الصلت بن دينار ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة أنه قال : قال رسول الله [١٤٠] صلى الله عليه : «إن لله تعالى تسعا وتسعين اسما ، مئة غير واحدة ، من أحصى كلها دخل الجنة ، وإنه تعالى وتريحب الوتر» (١).
أبو محمد الفضل بن محمد الشّعرانيّ البيهقيّ (٢)
هو أبو محمد الفضل بن محمد المسيب بن موسى بن زهير بن يزيد بن كيسان بن باذان الملك. وكان باذان هذا ملك اليمن الذي كتب إليه كسرى ملك العجم برويز بن هرمز بن نوشروان رسالة يأمره فيها أن يرسل إلى المدينة من يحضر المصطفى عليهالسلام مقيدا إلى بلاطه ؛ ولما كان باذان هذا رجلا عاقلا ، أرسل شخصين اثنين من العقلاء إلى المصطفى عليهالسلام وقال : إن ملك العجم غاضب منك ، لأنك قد كتبت إليه رسالة قدّمت فيها اسمك على اسمه ، فإن قدمت عليّ الآن أكن شفيعك ليعفو عنك ، وأعدك سالما إلى المدينة ، فلم يعط المصطفى جوابا ، فلما مرت أيام ، ذهب إليه الرسولان ، فقال لهما : «ارجعا ، فإن ابن ملك العجم شيرويه ألقى القبض على أبيه برويز ، وسيقتل اليوم» ، فقال الرسولان : تريث في هذا الكلام ، فإنه إذا بلغ
__________________
(١) كتاب الدعوات الكبير ، ٢ / ٢٩ ، ٣٠ ؛ صحيح البخاريّ ، ٣ / ١٨٥ ، ٨ / ١٦٩ ؛ صحيح مسلم ، ٨ / ٦٣ ؛ سنن ابن ماجه ، ٢ / ١٢٦٩ ؛ سنن الترمذي ، ٥ / ١٩١ ؛ المستدرك للحاكم ، ١ / ١٦ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ١٠ / ٢٧.
(٢) الرّيوذي المتوفى سنة ٢٨٢ ه ، لقب بالشّعرانيّ لأنه كان يرسل شعره ، تاريخ جرجان ، ٣٣٢ ، وفيه أنه حدّث بجرجان سنة ٢٧٦ ه ؛ الأنساب ، ٣ / ١١٥ ، ٤٣٢ ؛ تاريخ الإسلام ٢٣٩ (حوادث ٢٨١ ـ ٢٩٠ ه) ؛ سير أعلام النبلاء ، ١٣ / ٣١٧ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ٤٨ / ٣٦٥ ؛ تذكرة الحفاظ ، ٢ / ٢٦٢ ؛ الكمال لابن ماكولا ، ٤ / ٥٧١ ؛ رجال النجاشي ، ٤٣٩ ؛ إيضاح الاشتباه ، ٢٥٣ ؛ شعب الإيمان ، ١ / ٤٨ له رواية عن أبي الصلت عبد السلام الهرويّ ؛ تاريخ نيسابور ، ٩٤.