وقال في هذا الكتاب أيضا : ينبغي أن لا يزرع النيلوفر (١) في إقليم نيسابور ، فذلك لا يجدي نفعا. وقد أتي بالنيلوفر من بلخ إلى نيسابور مرارا ، وتحمّل لأجل ذلك عناء كبير ، ولم تتحقق من ذلك أية منفعة. وقال : عند حرث الأرض يجب أن يؤخذ مما مساحته ذراع في ذراع ما مقداره حملان من التراب. وكلما كان أكثر كان أفضل. وإن قلّ عن ذلك ذهب الجهد سدى. ويجب أن يوضع كومان من التراب تحت الغرسة الجديدة وكوم يحيط بها. ثم يسند ساقها الذي فوق الأرض بثلاثة أكوام لتحميها ما دامت ضعيفة. فإن اشتد عودها استمسكت بتلك الأرض بشدة. وإن لم تكن كذلك أصبح جذرها متشابكا وصارت الشجرة فارعة الطول. وإذا سقيت على الدوام اخضرت لكن عودها لا يشتد ولا تثمر.
الشيخ الرئيس العالم أبو الحسن المشطّب البيهقيّ (٢)
من قرية ديوره ، وكان من فحول شعراء العالم ، وكان سبب موته لسانه :
__________________
(١) النيلوفر : ويسمى أيضا بشنين ويسمى باليوناني لوطوس [لوتس] (شرح أسماء العقار ، ٢٨) ، قال عنه ديسقوريدس : «نبات ينبت في الآجام والمياه القائمة ... وهو يظهر على الماء ومنه ما يكون في داخل الماء ، ولكليهما ورق كبير على أغصان كثيرة من أصل واحد وزهر أبيض شبيه بالسوسن ووسطه زعفراني اللون ، وإذا طرح زهره كان مستديرا شبيها بالتفاحة في الشكل أو كالخشخاشة. وفي داخله ثمرة سوداء إلى العرض والكثافة ما هو. ومذاقته لزجة وساقه أملس كبير وليس بغليظ أسود شبيه بساق قيبوريون وهو القلقاس الذي يقال له الباقلاء المصري» (كتاب ديسقوريدوس ، الورقة ٣٣ أ ـ ٣٣ ب).
(٢) ليس في المصادر المتوفرة ما يشير إليه إلا كونه معاصرا للأمير رافع بن هرثمة (أمير خراسان المتوفى سنة ٢٨٣ ه) وكذلك علاقته بعمرو بن الليث الصّفّار خلال إمارته لخراسان.