جشم (١) ، وكان وزير كاشغر الفضل بن حمك منها ، وقد بنى هذا الوزير فيها رباطا ، وأرسل من مال الغزو من كاشغر مسكوكات ذهبا لإتمام بناء ذلك الرباط ، وإن هذا لهو الفوز العظيم.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد المغيثيّ هذا ، هو جد الإمام الزاهد سديد الدين أبي إسحاق إبراهيم بن الإمام علي بن حمك بن إبراهيم بن الحسين بن حمك بن أحمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد البيهقيّ المغيثيّ (٢) ، وهو اليوم مفتي خراسان ، وقد وقف الإمام سديد الدين عند هذا النسب ، أما الإمام علي بن أبي صالح الخواريّ (٣) وغيره فقد ذكروا أن له عقبا في قرية مغيثة ببيهق ، والله أعلم.
ذكر الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور أن أهل نيسابور ونواحيها كانوا يدعون محمدا ذاك بحمك وحمش تعظيما وإجلالا (٤).
وكان الإمام إبراهيم المغيثيّ تلميذ أبي سعيد أحمد بن خالد الضرير بخراسان ، وتتلمذ ببغداد على أبي العباس المبرّد وثعلب والرياشي صاحب الأصمعيّ.
وكان الأمير أبو أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قد ارتبطه ، وحصلت له معه مؤانسة ومنادمة ، وقد قطعها هذا الإمام من طرفه.
__________________
(١) في الأصل أحمد بن مغيرة ، فأخذنا بما في مخطوطة برلين. وهو أبو علي أحمد بن محمد بن عميرة (دمية القصر ، ٢ / ١١٣٦) ، ذكره المؤلف في لباب الأنساب (٢ / ٦٧٨) وفيه أنه قدم نيسابور سنة ٤٦١ ه «ونزل وراء المدرسة المشطّبية في باغ أبي الفضل المشطّبي».
(٢) في التّقييد ، ص ٣٥ : «أبو المكارم ... المغيثيّ القاضي النيسابوريّ الحنفيّ ... عاش إلى حدود سنة ست مئة فيما بلغني» ؛ سير أعلام النبلاء ، ٢٣ / ٥٤ ؛ تكملة إكمال الإكمال ، ١ / ٤٨ وفيه : أبو الفضل إبراهيم ... ، ٢ / ١٥٦ وفيه : أبو المكارم ... الحكمي ؛ توضيح المشتبه ، ٢ / ٤٣٧ ، ٨ / ٢٣٧).
(٣) هو مؤلف تاريخ بيهق الذي اعتمد عليه مؤلفنا.
(٤) نص قوله هو : «إن أهل الثروة والشرف في بلاد خراسان وخصوصا بنيسابور ، يلقبون أولادهم لعزهم وشفقتهم عليهم ، فيقولون لمحمد : حمك أو حمش أو غير ذلك». (تهذيب الكمال ، ٢٦ / ٣٢).