ذو صورة قمرية بشرية |
|
تستنطق الأفواه بالتّسبيح |
يقول مصنف هذا الكتاب : لمّا كانت همة وديانة الملوك الماضين قد بلغت تلك الغاية ، ظهرت آثار ذلك على الدين والعلم والعلماء.
[١٥٨] أما ابنه الإمام أبو الحسن محمد بن شعيب البيهقيّ (١) ، فقد كان مفتي الشافعيين ، وقد بنى المدرسة التي في سكة سيار بنيسابور ، التي تدعى مدرسة البيهقيّ ، وقد روى عن محمد بن إسحاق بن خزيمة ، ومحمد بن جرير الطّبريّ.
وقد بالغ عمر المطّوّعيّ في كتابه المسمى المذهب في أئمة المذهب (٢) ، بمدحه ، وأدناه الوزير أبو الفضل البلعميّ ، وعرض عليه قضاء المدن الكبيرة ، فامتنع عليه (٣).
قال الحاكم أبو الفضل الحدّاديّ المروزيّ (٤) : تباحثت في مجلس الوزير البلعميّ ،
__________________
(١) تاريخ نيسابور ؛ تاريخ الإسلام ، ١٦١ (حوادث ٣٢١ ـ ٣٣٠ ه) ؛ طبقات الشافعية الكبرى ، ٣ / ١٧٣ ؛ الأنساب ، ١ / ٤٣٩ وفيه : «مفتي الشافعيين بنيسابور ومناظرهم ومدرسهم في عصره وأحد المذكورين في أقطار الأرض بالفصاحة والبراعة» ؛ طبقات الفقهاء الشافعيين ، ١ / ٢٣٠ ؛ طبقات الشافعية للإسنوي ، ١ / ١٠٦.
(٢) هو أبو حفص عمر بن علي المطّوّعيّ ، قال السبكي عنه (١ / ٢١٦): «المحدث الأديب» وعن كتابه إنه صنفه لأبي الطيب سهل بن محمد بن سليمان الصّعلوكيّ «وهو كتاب حسن العبارة فصيح اللفظ مليح الإشارة. وأنا لم أقف عليه ولكن وقفت على منتخب انتخبه منه الإمام أبو عمرو بن الصلاح». وقد نقل السبكي كثيرا من هذا المنتخب (انظر فهرس الكتاب ، ص ٢٥٥ ، ٥٣٧). وقد ترجم الثّعالبيّ للمطوعي هذا في اليتيمة وأورد شيئا من شعره وذكر بعض مؤلفاته (٤ / ٥٠٠ ـ ٥٠٤) وقال إنه اتصل بخدمة الأمير أبي الفضل عبيد الله الميكالي المتوفى سنة ٤٣٦ ه. أما الصّعلوكيّ سهل المذكور آنفا فقد توفي سنة ٣٨٧ ه وكان «مفتي نيسابور وابن مفتيها» (الأعلام ، ٣ / ١٤٣).
(٣) في طبقات الشافعية الكبرى ، ٣ / ١٧٣ ، أن البلعميّ «خيّره بين قضاء الري والشاش فامتنع عليه أشد الامتناع».
(٤) هو محمد بن الحسين بن محمد بن مهران القاضي المتوفى سنة ٣٨٨ ه (الأنساب ، ٢ / ١٨٢). أما مسألة تخليل الخمر ، فقد وردت في الأصول : «تحليل» بالحاء فصوّبناها. وهي النقاش الذي دار بين الفقهاء