الشيخ أبو علي جامع بن علي بن الحسن البيهقيّ (١)
ولد في قرية ششتمد ، استمع الكثير من المشايخ الأحاديث النبوية عنه ، وكان له في نيسابور مجلس للإملاء سنة تسع وعشرين وأربع مئة.
قال أبو علي جامع بن علي البيهقيّ : حدثنا أبو الفضل عبد الله الأبيورديّ قال : حدثنا الخليل بن أحمد [السّجزيّ] قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغويّ قال : حدثنا عبد الله بن عمر القواريريّ قال : حدثنا يوسف بن خالد قال : حدثنا مسلمة ، عن نافع ، عن ابن عمر رضياللهعنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه : «ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في الدين» (٢).
وكان لأبي علي هذا أخ قد خاض في الأعمال السّلطانيّة ، وقد ألزم مرة بمال ، فألزم أمير خراسان ، أخاه أبا علي بالغرامة ، فذهب أبو علي إلى [١٦٦] أمير خراسان وقال : لقد وقع مثل هذا في عهد زياد [بن أبيه] وحكم به بمثل هذا الحكم.
أيها الأمير! لو جئتك برسالة من الخليفة مع اثنين من معتمدي دار الخلافة ، هل تصرّ على التعرّض لي أم لا؟ فقال الأمير : الضرورة تقضي أن يوقف التعرّض لك.
__________________
(١) ذكر فصيح الخوافيّ في حوادث ٤٢٩ ه : «وفاة الشيخ أبي علي جامع بن علي بن الحسين البيهقيّ ، من كبار المحدثين ، سافر الكثير في تحصيل الحديث وعقد له مجلس إملائه بنيسابور في هذه السنة» (مجمل فصيحي ، ٢ / ١٥٩) ، إلا أن السمعاني قال في التحبير (١ / ١٥٦): «جامع بن الحسن بن علي أبو علي البيهقيّ ، من أهل نيسابور سمع ... أبا بكر بن الفضل بن عبد الله بن محمد بن الفضل الخطيب الأبيورديّ ، وكانت ولادته في نيف وعشرين وأربع مئة ، ووفاته في شعبان وقيل في شوال سنة تسع وخمس مئة» ، وبين المصدرين فروق واضحة. ونرجح أن المقصود بالخليل بن أحمد هو القاضي أبو سعيد السّجزيّ (٢٨٩ ـ ٣٧٨ ه).
(٢) في الأصول : ما عند الله شيء أفضل ... وأخذنا بما ورد في أغلب المصادر. انظر : أدب الإملاء والاستملاء ، ٧٥ ؛ مسند الشهاب ، ١ / ١٥١ ؛ سنن الدار قطني ، ٣ / ٦٥ ؛ تاريخ جرجان ، ٣٧٠ وفيه : ما عند الله شيء ؛ الدر المنثور ، ١ / ٣٥٠ ؛ الجامع الصغير ، ٢ / ٥٠٠.